أتيت قومك بأمر عظيم: فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم، وكفرت به من مضى من آبائهم؛ فاسمع مني أعرض عليك أموراً تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضها.
محمد - قل يا أبا الوليد، أسمع
عتبة - يا ابن أخي، إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت إنما تريد به شرفاً، سوّدناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد به ملكاً، ملَّكناك علينا، وإن كان هذا الوحي الذي يأتيك رئيَّاً تراه لا تستطيع رده عن نفسك، طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه.
(يسكت عتبة وينظر إلى النبي)
محمد - أقد فرغت يا أبا الوليد؟
عتبة - نعم
محمد - فاستمع مني
عتبة - أفعلُ
محمد (يلتو)
بسم الله الرحمن الرحيم، حم تنزيل من الرحمن الرحيم، كتاب فصَّلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون، بشيراً ونذيراً، فأعرض أكثرهم فهم لا يسمعون. وقالوا قلوبنا في أكنّة مما تدعونا إليه، وفي آذاننا وقر، ومن بيننا وبينك حجاب، فاعمل إننا عاملون. قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إليَّ، إنما إلهكم إله واحد، فاستقيموا إليه واستغفروه، وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالآخرة هم كافرون. . .
ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون. قل أئنكم لتكفرون بالذي خلق الأرض في يومين وتجعلون له أنداداً ذلك رب العالمين. وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام سواء للسائلين. ثم استوى إلى السماء وهي