أصدقائه وتلاميذه نسياً منسياً، فإن أخاً له من قبل قد أدركه من إهمال الأزهريين مثل ما أدركه وهو المغفور له الأستاذ الإمام محمد عبده!!
أليس من العجيب أن يكون من أبناء الأزهر من بعث إلى أوربا باسم محمد عبده، ثم لا يكون الأزهر معنياً بتاريخ محمد عبده وأفكاره محمد عبده؟!
كأني بالسنين تطوى عاماً بعد عام، ثم يزول هذا الجيل ويأتي جيل آخر، فيتساءل أبناؤه: ماذا فعل محمود شلتوت، ومحمد عبد اللطيف دراز، بل ماذا فعل الأستاذ الأكبر المراغي من أجل ذكرى الزنكلوني، وعلم الزنكلوني، وأفكار الزنكلوني؟ ثم يتساءلون: ماذا فعل الدكتوران الفاضلان ماضي والبهي وغيرهم من أبناء الأزهر من أجل ذكرى محمد عبده وتاريخ محمد عبده؟
إننا نرجو بهذه الكلمة مخلصين للأزهر ولمكانة الأزهر ولشيخ الأزهر وأبناء الأزهر أن يكون لهم شأن غير هذا الشأن، ولا سيما في أمثال هؤلاء الأبطال
وإننا لمنتظرون
(م. . .)
من خليل مطران إلى علي طه
أشار بعض النقاد إلى الكتاب البليغ الذي بعث به شاعر القطرين خليل مطران إلى الشاعر الكبير علي محمود طه عن ديوانه الأخير (أرواح وأشباح) وإنا لننشر هذا الكتاب فيما يلي: (. . . واتتك السليقة السليمة، وأمدك الاطلاع الواسع، فجئت بالطريف من المعنى في الصريح الشائق من المبنى. ولئن كانت المصادر التي استنزلت منها الوحي غريبة في اصلها عن المصادر العربية، لقد وفقت إلى إبراز روائعها، وتقريب أبعد مغازيها، بما نفى عنها الغربة وكشف آفاقاً غير محدودة لطلاب التجديد والإبداع من حملة الأقلام بين الأدباء الناطقين بالضاد
وكان عزيزاً على غيرك أن يذلل ما ذللته من الصعاب، ويبلغ ما بلغته من الإجادة، ولكن فضل الله يؤتيه من يشاء، وفضل العزيمة التي لا يفل غربها والأناة التي لا يدرك حدها
إن في مطالعة (الأرواح والأشباح) لمتعة فكرية ولذة فنية قد غنمت منهما ما اشتهت النفس