للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في ساعات لن أنسى طيبها بين ما أعانيه من آلام العلل في ساعاتي الأخر. . .)

١ - حول نسخ الأحكام

تعقيباُ على مقال (حق الإمام في نسخ الأحكام) المنشور في العدد ٤٨٠ من مجلة (الرسالة) أقول: إن أبا جعفر النحاس لم يعز القول بإعطاء الإمام حق نسخ الأحكام إلى فرقة إسلامية، ولا إلى جماعة من فقهاء الإسلام؛ بل قال: (وقال آخرون بأن الناسخ والمنسوخ إلى الإمام ينسخ ما يشاء؛ وهذا القول أعظم، لأن النسخ لم يكن إلى النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالوحي من الله إما بقرآن مثله على قول قوم، وإما بوحي من غير القرآن، فلما ارتفع هذان بموت النبي عليه السلام ارتفع النسخ)

وإنما قال (أعظم) لأنه ذكر قبل ذلك قولاً يراه يؤول إلى الكفر، فيكون هذا أشد إمعاناً في الكفر في نظره. وهو يريد بقوله (وقال آخرون) الإسماعيلية الباطنية الذين يجعلون النسخ للأمام (أنظر فضائح الباطنية للغزالي)

٢ - في كتاب الإمتاع والمؤانسة

قرأت مواضع من (الجزء الثاني من هذا الكتاب فلمحت أغلاطاً فات الأب الكرملي ذكرها، منها:

١ - في ص٧٨ (وهذا لفظي) وفي الحاشية كذا ورد هذا اللفظ في كلتا النسختين ولم نجد فرقة بهذا الاسم، فلعله يريد بها الظاهرية الذين يأخذون بظاهر اللفظ

والصواب أنها نسبة إلى فرقة تسمى (اللفظية) لقول المنتمي إليها: (لفظي بالقرآن مخلوق). وقد ألف الإمام ابن قتيبة في هذا الموضوع كتابه (الاختلاف في اللفظ) المطبوع بالقاهرة سنه ١٣٤٩. وفي كتاب (شروط الأئمة الخمسة) قال الحاكم: سمعت أبا الوليد يقول: قال أبي: أي كتاب تجمع؟ قلت: أخرج على كتاب البخاري، قال عليك بكتاب مسلم فإنه أكثر بركة لأن البخاري كان ينسب إلى (اللفظ). يشير إلى ما وقع بين البخاري وشيخه الذهلي حين قدم البخاري نيسابور سألوه عن اللفظ فقال: (القرآن كلام الله غير مخلوق وأعمالنا مخلوقة) قال الشرقي: سمعت الذهلي يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق؛ ومن زعم (لفظي بالقرآن مخلوق فهو مبتدع لا يجلس إلينا ولا نكلم من يذهب بعد هذا إلى محمد بن إسماعيل

<<  <  ج:
ص:  >  >>