طبعة دار المأمون في ترجمة الحسن بن أبي المعالي من أن ياقوت الحموي لقيه ببغداد سنة ٦٣٧ وهو يخالف المعروف عن وفاة الثاني التي كانت في سنة ٦٢٦
وقد رجعت إلى كتاب معجم الأدباء طبعة مرجليوث على نفقة لجنة ذكرى جبّ فوجدته يذكر في الصفحة الأولى من الجزء الرابع في ترجمة الحسن المذكور ولقيته ببغداد سنة ٦٠٣. ولذلك فإن نقل التاريخ المذكور إلى طبعة دار المأمون بزيادة ٣٤ سنة وجعله ٦٣٧ جدير بالاهتمام الذي أثارته في نفسي تلك الغلطة الغريبة
إلا أنه قد يكون الدكتور أحمد فريد رفاعي - كما قال في كلمة الإهداء التي بدأ بها الجزء الأول من طبعة دار المأمون - قد استفاد من نصيحة ناشر الكتاب الأول له أو من الصور الشمسية للصفحات التي تركت في الطبعة الأولى ووصلت إليه، وأدرك وقوع الخطأ في تاريخ لقاء ياقوت بالحسن بن أبي المعالي المذكور فصححها على الصورة المتقدمة، وهذا يعرفه هو، وعليه إن شاء أن يثبته بالبرهان؛ وإلا فإن تاريخ وفاة ياقوت ستظل كما هي مدونة في كتب التراجم سنة ٦٢٦ ولا عبرة لتاريخ وفاة الحسن المذكور الواردة في كتاب السيوطي لأنها ليست حجة على وفاة ياقوت
عبد الله مخلص
تجديد اللغة
لغتنا العربية لغة عميقة تتميز بسعة ومرونة وحسن انقياد؛ ومن هذه الصفات استقامت لها قابلية المطاوعة، فكانت أكثر اللغات كفاية. وليس أدل على ذلك من كثرة مشتقاتها ووفرة تعبيراتها، مما لا يكاد المرء يعثر على نظير له في غيرها من اللغات. وحسبك أن ترجع إلى ما خلفه لنا أعلام الأدب العربي في ثنايا كتبهم وتضاعيف مصنفاتهم. من تعبيرات تترقرق فيها المعاني، وتركيبات تتألق خلالها الأفكار، لكي تتحقق من غناء هذه اللغة التي وصمت بالفقر وهي على قدر من الثراء كبير.
أجل إن لغتنا زاخرة بالمفردات والتعبيرات؛ ولكنها في حاجة إلى من يستخرج من تضاعيفها تلك الكنوز التي غبَّرها الزمن فانقطعت بنا صلتها، مع أنها إذا ما أزيح ما عليها من غبار، عادت إليها جِدتها، فانفتح لنا مغلقها، واتضح لنا غامضها. وليست هذه بمهمة