وتسفرين عن وجه لا يدل على غير القوة واطمئنان الوصول إلى الغاية التي تتطلبين إلى أبنائك، وعودك القوي هو هو، صلب حار في اللب. . . أفنا أم كبرا أم مثالا يحتذى؟ أم هو تراث من فخر مضى؟. . .
كل من رآك يعرف أن قلبك قد من الثورة، وأن عينيك انفتحتا لهذا النور الذي كنت تتوقين إليه
هذه روحك يا مختار نقرأها وسنقرأ كل يوم فيها جديدا، وبعد آلاف السنين سيقرءون فيها جديدا. . . ويطلب المصريون لك الرحمة حينما لا يذكر من أحياء اليوم إلا القليل.
ثم هادئاً فقد أديت الرسالة
فن مختار وروحه
أوجد مختار فناً خاصاً وطبعه بطابع تكاد تتعرفه عندما تلقى بنظرك إلى آية قطعة من قطعه البديعة التي خلفها، ولتدرك ذلك الطابع تماماً تصور ذلك الفنان القوي، وقد نشأ في قرية مصرية، أفعم قلبه بحب الفلاحين، وملأ عينيه من تلك التماثيل المصرية القديمة، ثم من ذلك الفن المصري في جميع صوره، وقد امتاز بالبساطة وجمال التنسيق وعدم الاكتراث بما يقع تحت الحس تماماً، غير ناظر إلا إلى الموضوع المطلوب تصويره فينتظم التصوير في أسلوب واحد، كان الجمال فيه لتلك الخطوط والمسطحات المنتظمة
أخذ الغربيون بذلك الفن عندما قاموا بتمثيل رموزهم العسكرية بعد الحرب العظمى، فلا ترى إلا مستويات لا تستوقف النظر، إنما يحرض التمثال فكرك لتبحث فيه عن معنى ينبئ به
تلك كانت آية الفن عند قدماء المصريين، فلما انتقل منهم إلى اليونان فالرومان فالغرب أخيراً، عمدوا إلى تصوير الجمال كما يجب أن يكون في الواقع لا في الخيال، فجمال المرأة أو الرجل صار تمثيلا لبعض النساء أو الرجال فعلا
وعندما انتهت الحرب العظمى لم يرد الفنانون في جميع العالم أن يتقيدوا بما كان نظاماً وأسلوباً للفن فيما قبل الحرب، وأخذوا يبحثون عن فن عصري لم يستقر إلى اليوم نظامه، فانك ترى لهم في كل يوم اتجاهاً وميلا.
أثناء تجاربهم هذه تطاير بعض الشرر الفني من مقبرة توت عنخ آمون، فدققوا النظر من