السلطان حسين كامل منحه رتبة البكوية، وكانت تلك الرتبة لا تمنح للشبان، فكان أول من نالها بفضل تفوقه وهو في عنفوان الشباب.
ثم رأى أن يتعرف إلى الجمهور فألقى محاضرتين علنيتين عن الغزالي وابن خلدون، فكان غاية في الفهم لابتكارات هذين الفيلسوفين العظيمين
وفي سنة ١٩٢٤ أرسلت إدارة الجامعة المصرية خطاباً إلى وزارة المعارف تدعوها فيه إلى تكليف أحد رجالها الاشتراك في لجنة امتحان الدكتوراه في الفلسفة بجانب الأستاذ عبده بك خير الدين، وكان وكيل المعارف حينذاك عاطف باشا بركات، فاختار جاد المولى بك، ولهذا الاختيار قيمة نفيسة، فقد كان عاطف باشا من أعرف الناس بأقدار الرجال
كنت أنا الطالب الذي يؤدي امتحان الدكتوراه في الفلسفة وكنت أنا الذي جهل أن وزارة المعارف رمتني منه بداهية، فقد وجه إلى أسئلة أثارت الجمهور وحملت الشيخ عبد المجيد اللبان والشيخ محمد الأبياري على أن يغضبا غضبة إسلامية، ولولا تلطف الدكتور منصور بك فهمي لانقلب ميدان الامتحان إلى قتال
كان من رأي جاد المولى بك حين خلت اللجنة للمداولة أنها غير مسئولة عن آرائي في كتاب الأخلاق عند الغزالي، ولكن الدكتور منصور بك فهمي أقنعه بأن لجنة امتحان الدكتوراه لا تعرف غير شيء واحد هو قدرة الطالب على تأييد آرائه ولو انتهت إلى الضلال!
الذكي المتغابي
كان جاد المولى بك غاية في الذكاء، وكان غاية في التغابي
ما أذكر أن مشكلة غاب عنه فهمها على الوجه الصحيح، ولا أذكر أنه أخطأ الفهم لشأن من الشؤون
كان يثق بي فيحدثني عن آرائه في المجتمع، فأرى له مذاهب من الفكر تغيب عن أكثر الرجال
شهيد الواجب
بلغ جاد المولى بك سن التقاعد قبل شهور، ولكن معالي الهلالي باشا رأى أن يقترح على