التهنئة. فقد عرض القضية عرضاً لا يدع فيها مقالاً لقائل. وهو هنا يتكلم دائماً والدليل بين يديه والحجة بيمينه؛ فيحملك على الاقتناع بكلامه وقد أثار في نفسي شهوة إلى قراءة (التحقيق البرلماني الفرنسي) الذي يذكره أستاذنا وصديقنا توحيد السلحدار بك
بقى أن في الكتاب نسباً يستعملها الأستاذ ساطع (كالفردانية)(والأنوية) نسبة إلى أنا. (والقبمدرسية) نسبة إلى (قبل مدرسي) وهي طريفة في هذا الكتاب وأطرف منها المصادر التي يستعملها. وهي صحيحة ولكنها لا تستعمل عندنا في مصر (كالتمديد)(والترفيع)(والاقتياس) بدلاً من المد والترقية والقياس التي نستعملها هنا
وبعد فإن كتاب الأديب المربي الأستاذ ساطع الحصري يعد محاولة ناجحة في عرض الاتجاهات التربيبية عرضاً يرتاح إليه الأديب، قبل أن يرتاح إليه المربي. وهو من هذه الناحية كان خليقاً بأن يقرأه الأدباء والمفكرون والمثقفون قبل أن يقرأه المربون والمعلمون
وكفاه قيمة أنه - فيما نعلم - أول كتاب عربي غير مصري يتناول مسائل التربية والتعليم في مصر بصراحة وإخلاص يستحقان الشكر والإعجاب.