إلى عهد الأسرتين الأولى والثانية، وهذا ما يدعو إلى إعادة بحث تاريخ المصاطب الأثرية من جديد).
عرب ومسلمون
حضرت المهرجان الذي أقامته مراقبة النشاط المدرسي، واشهد أنه دل على تقدم عظيم في حياتنا المدرسية في النواحي الفنية والرياضية والاجتماعية، ولهذا تفصيل ستتحدث عنه الجرائد في الغد، فأنا اكتب هذه الكلمة بعد الانصراف من المهرجان.
أنا أدون ملاحظة لن تدونها الجرائد، ملاحظة تلخصها السطور الآتية:
مثل طلبة المدرسة الإبراهيمية رواية عمرو بن العاص، وفي رواية أن قسيساً قبطياً عرض على اثنين من قواد الروم أن يجتمعوا بالدير القبطي إذا دهمهم العرب الفاتحون، وأن القائدين قالا: وماذا نصنع إذا أخذا العرب من الدير؟
فقال القسيس: العرب يحترمون المعابد.
والخطأ هنا في كلمة (عرب)، والصواب أن يضع المؤلف كلمة (مسلمين)، فهي الكلمة التي يعرفها تاريخ ذلك العهد، فمصر فتحت باسم الإسلام لا باسم العرب.
وفي الرواية أن فلاحاً مصرياً احضر الضريبة للروم وفيها خمر، ثم كان من حظه أن يلقي عمرو بن العاص، فقال له عمرو: نحن العرب لا نشرب الخمر.
والخطأ في كلمة (عرب)، فالعرب كانوا يشربون الخمر، والصواب أن يقول المؤلف (نحن المسلمين لا نشرب الخمر)، لأن الذي حرم الخمر الإسلام.
وإذن المؤذن فإذا هو يصيح: (الله أكبر، الله أكبر، اشهد أن لا اله إلا الله، اشهد أن لا اله إلا الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة).
وأنا أتذكر جيدا أن الأذان فيه (أشهد أن محمدا رسول الله، اشهد أن محمدا رسول الله).
فأين ذهبت هذه الشهادة؟ أين ذهبت؟
أن الرواية تاريخية، فيجب حتما أن يراعي فيها الصدق في رواية التاريخ.
أنا عاتب على المؤلف وعلى المخرج وعلى المراقب، فما يجوز بتر الأذان بهذه الصورة، ولا يجوز أن نضع كلمة عرب في مكان كلمة مسلمين، لأن في هذا تزييفا للحق والتاريخ.
لم يبق إلا الثناء على الممثلين، وهم طلبة نجباء سيكون لهم بإذن الله مستقبل مرموق.