المسيحي والتيوزوفية، فاعترف المؤتمرون بقيمة هذه الميول الروحانية التي تكافح المادية نجاح عظيم).
هذه خلاصة ما حدث حول هذه المسالة في البلاد المتمدنة وقد سماها مدير المجلة العالمية بالفيض الإلهي، وقد تسرب إلى الجامعات الكبيرة، فأسست له جامعة كامبردج في سنة ١٩٤٠ دراسة خاصة، واتخذت جامعة اكسفورد لأمهات مؤلفاته محلاً خاصاً بها، وعينت لمحاضراته عالماً خبيراً به. وأدخلته إلى حظيرتها العلمية جامعات أخرى في أمريكا، فهل نغض نحن الطرف عنه ولا يستفيد منه حفظة العقائد ليصدوا به تيار المادية التي تتسرب إلى عقول النابتة، وتقذف بهم من الإباحة إلى مكان سحيق؟
لقد أدخلنا الفلسفة في معاهدنا العلمية المدنية والدينية مصبوغة صبغة مادية على ما كانت تعرض بها في القرن التاسع عشر في أوروبا، ولم نتبعها بالآراء التي تنازعها السلطان، ولا بالمكتشفات العلمية التي تحد من غلوائها!
نعم قد نشرت بحوث عن العالم الروحي في هذا البلاد ولكنها قوبلت بردود دلت على أن أصحابها لا يدرون عنها شيئاً، وكان أهون ما قالوه ضدها إنها لا تزال رهن البحث، ولم يبت في أمرها بعد، ونحن لا ندري متى تنضح هذه البحوث بعد ما مر عليها قرن برمته، وصدرت في إثبات صحتها ألوف من المؤلفات، وأعلن اقتناعه بها ألوف من العلماء والفلاسفة؟ وهل بعد دخولها أشهر الجامعات يراد دليل على أن البحث فيها قد استوفى حقه استيفاء يؤهلها لأن تأخذ مكانتها الرفيعة بين سائر المعارف المحققة، وتؤدي للمجتمع المهام الأدبية التي لا يمكن أن يقوم بها غيرها؟