للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تكون مصادر أخطائها ممحصة بأدق الأساليب فأني أنوه بمحاضر جمعية المباحث النفسية، فأن الفصول الفيزيولوجية التي تنشرها المجلات الخاصة بهذا العلم لا تبلغ في دقة النقد مبلغ دقة المحاضر التي نحن بسبيلها) اهـ

فهذه المجامع العلمية التي تألفت من أكبر رجال العلم في أرقى البلاد المتمدنة، واجتمعت بسببها مؤتمرات عالمية في أكبر عواصم العالم احتشد فيها ألوف من الباحثين المستقلين ووضع فيها مئات من العلماء كتبا مستفيضة، قد أثرت في العالم الغربي أكبر تأثير كان من أثره تغيير وجهة الفلسفة في القرن العشرين حتى نوهت مجلة المقتطف بذلك في عهد شهر ديسمبر من سنة ١٩١٨ فقالت:

(من يطلع على ما يكتب وما ينشر من المقالات الفلسفية يجد أن أصحابها مالوا عن الطريقة العلمية إلى الطريقة الروحية. . إلى أن قالت: (ومما يدعو للأسف أن أكثر اهتمام الناس كان موجهًا في السنوات الأخيرة إلى هذا القسم من الفلسفة كما يظهر مما نشرناه من أقوال السير (أوليفر) وإضرابه من المعتقدين بمناجاة الأرواح والتلباثي وما أشبه).

نقول والأمر الذي جعل هذه البحوث جديرة بالنظر والتمحيص أن الجمعية الجدلية في لندن كلفت ثلاثة وثلاثين عالماً من أجل أعضائها ببحثها وضع تقرير عنها، فقامت بما عهد إليها وكان ذلك في سنة ١٨٦٩، ولبثت تعمل ثمانية عشر شهراً باذلة أقصى ما يتيحه لها العلم من طرق التمحيص والتحقيق، ثم وضعت عنها تقريراً وقع في خمسمائة صفحة، اعترفت فيه إجماعاً بصحتها. فكان ذلك مغرياً للعلماء في كل بلد ببذل الوسع في دراستها؛ وانتهى الأمر بهم جميعاً إلى القول بأنها حقيقة لا مريه فيها.

ولما آنست الكنيسة الإنجليزية شدة اهتمام الناس بها ألفت مؤتمراً دينياً لإبداء رأي الكنيسة فيها. وقد نشرت خلاصة رأيها المجلات المشهورة، فكان مما قالته عنها المجلة العالمية بقلم مديرها الفيلسوف الكبير (جان فينو) فقال:

(في مؤتمر الأساقفة الانجليكانية الذي عقد في قصر (لامبيت) من ٥ يوليو إلى ٧اأغسطس من سنة ١٩٢٠، اجتمع مائتان واثنان وخمسون من رؤساء الكنيسة، منهم مطارنة كنتربوري ويورك وسدني وكبتاون والهند الغربية وميلبورن وإمارة بلاد الغال الخ، هؤلاء عدا أكثر من مائة أسقف من أكبر الأساقفة، وتقرر النظر في أمر الاسبرتسم والعلم

<<  <  ج:
ص:  >  >>