واتسعت حدقتا البك، واختل توازن عضلات وجهه وهو يبتسم ويحملق ويهز يد الفتاة آن.
وقال: لماذا لم تمر عليَّ لتذكرني بمسألتك؟
قال الرجل في تلعثم: البركة فيك يا سعادة البك.
قال: غدا - إن شاء الله - لا بد أن تمر عليَّ (ونظر لفتاة)! -. . . والآن تجلسان لتناول شيء ما.
وقال الرجل: متشكرين يا سعادة البك، وهزت الفتاة رأسها شكراً.
قال سعادة البك: آه. طيب. هنا لا يناسب الجلوس. ولكن ستأخذان معي الشاي في (جروبي) غداً إن شاء الله! وفي الصباح تمر عليَّ في المكتب من أجل مسألتك!
وسلما وانصرفا شاكرين. . . والرجل تبرق مع الفرح عيناه ونظرت فإذا البك يتقصى تقاطيع جسد الفتاة - ابنه الرجل - وشفتاه تتلمظان وعيناه!!
منذا الذي دفع بالجيل إلى الهاوية؟ منذا الذي جعل هذه الصور الشائهة تتوالى أمام عينيه دون استنكار؟
بضعة مواخير. . . بعضها يسمى مجلات. وبعضها يسمى أفلاما. وبعضها يسمي أغاني تتسور جدران البيوت عن طريق المذياع. . . وبضعة (هلافيت) لا يهمهم أن يكون في البلد فراش نظيف. يسمون أنفسهم من حملة الأقلام!