لوالد أطفالي، ورب بيتي. . . ولكن يا فلانة. . . لا بد من التغبير بين الحين والحين!!!
وفغرت الصديقة فاها عجبا. . . فما راعها إلا الزوجة تقول: أوه. يبدو أنك من الجيل الماضي! نحن من جيل جديد!!
٥ - أم
قلت له: لماذا فصمت الخطبة، وقد كنت معجباً بالفتاة؟
قال: أمُّها!
قلت: ومالك أنت وأمها إذا أعجبتك ذاتها؟
قال: فإذا شاءت هذه الأم أن تغلب أبنتها؟
قلت: ويحك! أهي ألغاز؟
قال: كلا! هو ما أقوله لك.
قلت: أتق الله! ولا يبلغ بك العبث هذا المبلغ في الحديث عن العائلات!
وأقسم: إنه لصادق. وإنها لامرأة نصف، ولم تشبع بعد من الدنيا. وإنها لا ترى الحياة إلا ضراعا. . . ولو مع أبنتها!
ولما كنت اعرف صدق صاحبي - كما عهدته - فقد رحت أحوقل وأستعيذ، وأخبط كفا على كف. . . ثم أقول: دعنا من الأخلاق. فأين الأمومة يا أخي؟ عاطفة الأمومة؟
قال: أوه. يبدو أنك من الجيل الماضي. يا مولانا نحن في جيل جديد!
إنها هكذا تقول!!
٦ - أب
نزل من عربته الفخمة، وجلس على (البار) الصغير تحت عمارة (الإيموبليا) أمام مفرق الطريق. . . جلس ينفض الممرات من بعيد، ويحملق في السيقان العارية، ويتبعها بنظره إلى بعيد!
ثم لمح على مقربة رجلا وفتاة ينتظران أن انفتاح الطريق للمرور. ورأيت الرجل يشير للفتاة في حذر وتهيب على هذا الجالس، ثم يندفع للتسليم عليه في انحناء، ويدعو الفتاة لتسلم على عمها فلان بك.