وتنكل وتفظع فيها بلا حياء ولا خجل وهي عزلاء. فإذا كانت فاتحة نظام الأمن هكذا فأي مهزلة أقبح من هذه المهزلة! وما قيمة هذا الميثاق إذا كان أحد أركانه وقطب من أقطابه يفتتح العمل به، بهذا التمثيل والتفظيع.
وإذا كان مجلس الأمن يؤلف من خمسة أعضاء دائمين وستة ينتخبون بالتناوب، وإذ كان فصل الخطاب للدائمين والطاعة العمياء للستة المتجددين، فأين الديمقراطية وأي قضاء هذا؟ وكيف يكون عادلا؟ هل قضاته ملائكة في السماء لا مطامع لهم على الأرض؟
وما معنى أن يقتصر مؤتمر الأقطاب على الثلاثة فقط ولا يشمل الأقطاب الخمسة جميعاً؟ هل العضوان الآخران (طرطوران)؟
لم نخطئ في قولنا أن مصالح العالم كله أصبحت في أيدي ثلاثة رجال فقط وهو أمر من أغرب أمور التاريخ الجديد.
ترانا أمام هيئات:
١ - الأقطاب الثلاثة
٢ - الأقطاب الخمسة
٣ - مجلس الأمن ذي الأقطاب الأحد عشر.
٤ - جمعية الدول العمومية ذات الـ٥١ عضواً.
فبأي هذه الهيئات يتعلق مصير الأمم الصغرى يا ترى؟ وأيها أحق بفض مشاكل الأمم وأصلح لها؟
نرى أننا في فوضى من الأنظمة الدولية المتضاربة المتعاكسة المنذرة دائماً بالاضطراب العالمي. الأمن في يدها تحت خطر.
أضف إلى ذلك خوف العالم من عقبى اختلاف الأقطاب. وهو شر نذير بالخطر المخيف. فإذا اختلفوا يحتدم الخطر ويقع القضاء والقدر. اللهم أنقذنا من أقتداح الشرر، حسبنا ما كان وما غبر.