ويجاري البلغاء)، وأنه قد آمن بـ (الكلمة) وصدق بالبلاغة وفضيلتها وجمال القول وجودته وبكلام الإمام الرازي: (رب كلمة حكيمة لا تؤثر في النفوس لركاكة لفظها)، فنسخ المذهب الجديد لفيلسوف مذهباً قديماً ولو لم تفجع به العربية - وأعظم بفجيعتها بـ (بالأمين) - وعاش حتى اطلع على (دفاع عن البلاغة) لازداد إيمانه ويقينه، وأيد (صاحب الرسالة) تأييد أنصاره.
(الزيات) إذا نثر، مثل (شوقي) إذا شعر. ولقد أعطى الله مصر في هذا العصر إمارة الشعر وإمارة النثر. ولو بعثت (فلوبير) القائل: (أهون على المرء أن يقنطر، وأن يسكن في قصر بندقي (فنيسيي) منجد من أن ينشئ صفحة واحدة عبقرية) وحذق العربية، لأضاف إلى قوله هذا هذه الكلمات:(مثل الصفحات، التي ينشئها الزيات).