الآشورية. ويهددون طرق مواصلات هذه الإمبراطورية في مختلف الأوقات والعهود.
وفي عهد الإمبراطورية تغلا تبليسر الثالث اضطر الملك إلى إرسال عدة حملات تأديبية لإخضاع القبائل العربية. والظاهر أنها لم تتمكن من النجاح في مهمتها نجاحاً تاماً حتى اضطرت أخيراً إلى اتباع سياسة استرضاء رؤساء القبائل وشراء قلوبهم بالمال. فانتخبت أحد الأمراء العرب من المعروفين بميلهم إلى الآشوريين ومن المؤيدين لهم وعينته حاكما عاماً وأميراً عليهم.
ولكن القبائل العربية على ما يظهر لم تغير من جفائها بالنسبة إلى الآشوريين ولم تبدل سياستها العدائية نحو هذه الإمبراطورية بدليل ما قام به الملوك الذين جاءوا من بعد هذا الإمبراطور بإرسال حملات على العرب بصورة متوالية.
وقد وردت لفظة (عرب) في هذه النصوص الآشورية بهذه الصور و (عَربُو) و (عُربي) و (عريبي) ولا تزال هذه الكلمة الأخيرة مستعملة في بعض جهات العراق كاسم علم يطلق على الأشخاص. وتطلق كلمة (أعربي) و (عُربي) في العراق على البدوي الذي لم يزل على درجة من البداوة.
وذهب بعض المستشرقين إلى أن المقصود من (عربي) الأعراب أي سكان البادية. وأما البادية التي هي موطن العرب فيطلق الآشوريون عليها (عريبي) وهي الصحراء الواسعة التي تفصل العراق عن الشام والتي تمتد حتى تصل حدود نجد
وهنالك اصطلاح آخر ورد في النصوص الآشورية وهو (ماتو عربتي) ومعنى (ماتو) أرض فيكون معنى ذلك (أرض العرب) وقد وردت هذه التسمية في نص يرجع عهده إلى القرن الثامن قبل المسيح وقد استعمل البابليون هذه الكلمة أيضاً على نحو ما كان يستعملها الآشوريون ثم دخلت الكلمة إلى اللغة الفارسية فاليونانية.
ومن الشعوب القديمة التي كانت على اتصال دائم بالعرب (العبرانيون) فقد كانت بين العرب وبين العبرانيين حدود مشتركة وصلات تجارية قديمة كما كانت بينهم أيام سلم وأيام حروب. لذلك تعرضت النصوص العبرانية لذكر العرب مراراً وتحدثوا عنهم في مناسبات عديدة. تدل لفظة في جميع فروع اللغة السامية على مدلول واحد تقريباً وهو (البداوة) وسكنى الصحراء - (فكانت كلمة عَرَبْ مستعملة في اللغة العبرية القديمة لتدل على أهل