للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العَرَبَةَ الصحراء أي لنوع خاص من قبائل الجزيرة العربية في حين كان لأهل المدن والعمران أسماء أخرى جاءت في كتب اليهود القديمة). وقد وردت هذه التسمية في عدة مواضع من العهد القديم جاءت تارة بمعنى (بداوة) وتارة أخرى بمعنى الفقر والجفاف والخراب والوحشة كالذي يفهم مثلا من الآية الثالثة عشرة من الإصحاح الحادي والعشرين من أشعيا وهي تقبل كلمتي والإنكليزيتين

وجاءت في التوراة فقرة هي وهي من عهود التوراة المتأخرة على رأي هاستنك المختص بأبحاث التوراة وقد فسرت في اللغة اليونانية القديمة بمعنى (بلاد العرب) وأصبحت ترجمة الآية بكاملها باللغة العربية بهذا الصورة (وحي من جهة بلاد العرب وفي الوعر في بلاد العرب تبيتين يا قوافل الدادنيين) وقد خصصت هذه الكلمة في هذه الآية أما قبل ذلك فكانت تعني البداوة والإمعان في العيش في البادية).

وتدل لفظة (عرابة) التي وردت في العهد القديم بصورة التثنية على ما ذكرناه سابقا (عربة) غير أن (ها - عرابة) المسبوقة بأداة تعني الوادي العميق الممتد من جبل الشيخ إلى خليج العقبة وفيه الجولة وبحر الجليل وبحر الملح أو البحر الميت. وقد يختفي هذا الاسم بالغور بين البحر الميت والبحر الأحمر وقد يدل على الغور شمالي البحر الميت.

ولا يعرف على وجه التأكيد ما يقصد من كلمة الواردة في الآية ٢٠ من الإصحاح الثالث من ارميا هل يراد من ذلك (أعرابي) أي أحد الأعراب من سكان البادية أو (عرب). وعلى كل فإنه إن قصد الأول اتجهت الفكرة رأساً إلى (بدوي) وإن قصد الثاني اتجه الفكر إلى عربي من أهل القرى والمدن والأراضي.

ومما يلاحظ أن صيغة هي صيغة آرامية أكثر من كونها صيغة عبرية وأما الجمع وهو ويرد في مواضع من التوراة؛ فأنه أقرب إلى العبرية منه إلى الآرامية. وأما الصورة التي وردت عليها هذه اللفظة في الآية الحادية عشرة من الإصحاح السابع عشر من أخبار الأيام الثاني فأنها غير أصلية على ما يظهر لأنها صيغة غير مألوفة (عربان)

إن أول من أستخدم كلمة (عراب) كاسم علم في العهد القديم على وجه التأكيد هو النبي ارميا وتقع نبوءته بين ٦٢٦ - ٥٨٦ قبل الميلاد إذ جاء ومعناها (وكل ملوك العرب) وأما العبارة - فأنها شرح صرف لما تقدم لأجل التوضيح ولا قيمة معنوية لها غير

<<  <  ج:
ص:  >  >>