للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

واظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجعلوا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيوب ولاتهم، ويكاتبهم إخوانهم بمثل ذلك، ويكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر بما يصنعون، فيقرؤه هؤلاء في أمصارهم هؤلاء في أمصارهم حتى تناولوا بذلك المدينة (العاصمة) وأوسعوا الأرض إذاعة وهم يريدون غير ما يظهرون ويسرون ما يبدون؛ فيقول أهل كل مصر: (إنا لفي عافية مما ابتلى به هؤلاء). . . إلا أهل المدينة فانهم جاءهم ذلك عن جميع الأمصار فقالوا: (إنا لفي عافية مما فيه الناس).

وأحكمت هذه الجماعة أمرها ومؤامرتها، وأرسلت إلى الأمصار كتباً مزورة بما شاءوا من شكوى واستنجاد بأهل الأمصار، وتحريض لهم على الثورة والخلع.

لقد ملأ ابن السوداء البلاد نقمة وثورة وفساداً، وأصبحت الأقطار كلها هشيما يابساً ينتظر شرارة واحدة كان إرسالها أهون شئ على جمعياته. فلما قدمها التهمت الأخضر واليابس وأراقت الدماء وسالت جموع الثائرين من أهل الأمصار المختلفة على مدينة الرسول وكان ما يعرف كل قارئ من قتل الخليفة الشهيد على حال تبكي الصخر الأصم.

وهكذا قضى هذا الصهيوني الأول على حكم (المدينة) وحكومة (الراشدين) إلى يوم الدين

(للحديث صلة)

سعيد الأفغاني

<<  <  ج:
ص:  >  >>