من الإقبال والعناية - ما شجعني على تأليف هذه الحكايات.
أما الفكرة التي انتظمت هذه السلسلة (حكايات الأطفال) فهي (التكرار)، يكثر في أولها ثم يقل - كلما تقدّم الطفل في القراءة - بالتدريج، حتى يصل إلى قراءة الأسلوب الموجز الذي لا تكرار فيه بلا مشقة أو إعنات.
وقد تدرجنا بالطفل في هذه السلسلة حتى يكون آخر جزء منها ممهداً لقراءة أول جزء من أجزاء السلسلة الأخرى (قصص الأطفال)، وإنما عمدنا إلى التكرار عمداً، بعد أن أقنعتنا التجارب العملية، أنه أصلح أسلوب يلائم الطفل الناشئ ويشجعه على القراءة.
وذلك أن الطفل الناشئ لا يقرأ الكلمة إلا بجهد كبير، ولا يتم قراءة السطر إلا بشق النفس، فلنقتصد جهدنا في استعمال الألفاظ الجديدة، ولنؤلف له من الألفاظ القليلة التي يقرؤها الكبير في بضعة أسطر عدة صفحات كاملة لندخل في روعه أن القراءة ليست صعبة كما يتوهم، وليست شاقة مضنية، كما ألفها في الكتب الأخرى، بل هي سهلة ميسورة، وهي - إلى سهولتها ويسرها - ممتعة شائقة. تملأ نفسه بهجة وانشراحاً، وثمة يشعر الطفل بثقة في نفسه إذ يرى أنه يقرأ صفحة كاملة بجهد يسير، فهو لن يتم قراءة السطر الأول حتى يسهل عليه قراءة السطر الثاني والثالث والرابع وهكذا، لأن الألفاظ لا تكاد تتغير في الجمل إلا بمقدار يسير.
هذا هو المنهج الذي أخذنا به أنفسنا في تأليف هذا الجزء وما يليه من الأجزاء. فإن وفقنا في هذه الخطوة - ونرجو أن يكون ذلك - فقد أدينا بعض ما يجب علينا أداؤه لهذا الجيل الناشئ الذي نعلق عليه أكبر الآمال.