بدأ تومسون تجاربه على أشعة إكس (المجهولة) ولكنه احتاج أن يعود إلى تجارب كروكس وأنبوبتا. وأنت تذكر أن سيالها الكهربائي كان ينحرف بالمغناطيس كما تذكر أن كروكس أطلق على الأشعة حالة رابعة للمادة سماها حالة الإشعاع. وقد أثبت تومسون أن دقائق هذه الأشعة أصغر من الذرة وسماها جسيمة ولكن العلماء أطلقوا عليها فيما بعد اسم الكهرب أي وحدة الكهرباء.
والمعرف أن الإيدروجين هو أخف العناصر الكيماوية، وأن ذرته هي أخف الذرات، وقد أدت تجارب تومسون إلى حقيقة غريبة محيرة؛ فإنه أثبت أن وزن كهربها يساوي واحد إلى ١٨٠٠ من وزن ذرة الإيدروجين. فكان هذا الكشف أول فتح في مجاهل تركيب الذرة وبنائها. فمم يتألف باقي تكوينها؟
من الحقائق التي يسهل استنتاجها أن تلك الكهارب سالبة
الشحنة الكهربائية لأنها منبعثة من مهبط كروكس السالب.
وليس من شك أن الشحنة الكهربائية السالبة تحتاج إلى شحنة
موجبة تعادلها. فإن المواد في حالتها الطبيعية الساكنة يجب أن
تكون متعادلة الشحنات الكهربائية ولهذا استولى الشك فترة
على العلماء في حقيقة كشفهم للكهارب السالبة. ولكنهم لم
ييأسوا بل استمروا في طريقهم حتى يثبت ما يلغي نظريتهم
الأولى أو تستقر بكشف باقي تكوين الذرة. ألف باء الذرة
ولم تمض حتى وفق أنست رذرفورد أحد تلاميذ تومسون ومساعديه إلى تفسير معقول. فأجرى مجموعة كبيرة من التجارب البارعة لتحليل الأشعة المنبعثة من عنصر الراديوم. ومنها أثبت أنها تتألف من ثلاثة أنواع سماها على حروف الهجاء اليونانية وأولها ألفا والثانية بتا والثالثة جاما
وكانت طريقة التحليل بسيطة ولكنها كانت من أهم الأسباب في ذيوع اسم رذرفورد وأهلته