الفتاة، واطرقي أبواب الاستوديوهات، والإذاعات، والفرق الموسيقية. إنك ستكونين مطربة كبيرة، أو ممثلة بارعة. . . مارسي الآن الفن في هذا البلد الصغير، ومتى بزغ نجمك فارحلي إلى مصر التي تقدر المواهب والعبقريات. . .
- وهل تحملين رسالة إلى أحد غيري في هذه المدينة؟
- أجل أحمل رسالة إلى حميد أفندي صباره مدير ستوديو الزهرة للتمثيل السينمائي. . .
- عجباً. . إنني أدري بهذه المدينة ومؤسساتها الفنية، ولكني لم أسمع قط بأن فيها ستوديو للتمثيل السينمائي!. .
- كيف لا. . . وقد تلقيت من هذا الأستوديو لائحة التوظيف وطلب مني تعبئتها، ثم دعيت للحضور إلى المدينة، كي نشرع بالمفاوضة. . . وإليك صورة من تلك اللائحة إن كنت تود الاطلاع عليها. . .
وقرأت فيها:
(حضرة الآنسة سلمى ليان المحترمة.
تحية وسلاما، وبعد، تلقينا كتابك الذي تطلبين فيه الانضمام إلى ستوديو الزهرة للتمثيل السينمائي. . ويسرنا أن نحيطك علما بأن الهيئة الإدارية للستوديو نظرت في طلبك، ورأت قبل مفاوضتك أن تتلقى منك أجوبة على الأسئلة التالية: هل تحبين الرياضة؟. . أتركبين الخيل؟. . أتسوقين السيارة؟. . أتسبحين؟ وأي نوع من الرقص تحسنين: الشرقي أم الغربي؟. . . وهل أنت اجتماعية في حياتك العامة؟. . . أتعزفين على آلة ما؟. . أتحبين الغناء؟. . وإن كنت تغنين فهل صوتك من درجة سوبرانو أم آلتو؟. . وإلى أي ناحية من المطالعة تميلين. . . الرواية - القصة - الشعر؟. .
نرجو إعادة هذه اللائحة بعد الإجابة على ما جاء فيها من أسئلة، مرفقة بثلاث صور لك في أوضاع مختلفة، الأولى نصفية تتطلعين فيها بكامل وجهك. . . والثانية تمثل جانب وجهك. . والثالثة تبين هيكلك بأجمعه. . . ونأمل أن تأتي هذه الصور بعيدة عن التكلف، ومشبعة بالروح الرياضية. وتفضلي بقبول الخ. . . إدارة ستوديو الزهرة للتمثيل السينمائي.
ثم تابعت الفتاة حديثها قائلة: وذهبت في ذلك اليوم إلى ستوديو الزهرة فوجدته غرفة صغيرة تحتوي على طاولة، وتلفون وملفات، وأربعة كراسي، ومتكأ، وصور لجميع ممثلي