الإيطاليين. ولها ترجمات عديدة في الألمانية والإنجليزية واللغات الأوروبية الأخرى، وحين أقول الرامايانا فإني أقصد رامايانا فالميكي التي نظمت بالسنسكريتية وذلك تمييزاً لها عن ملحمة أخرى لنفس القصيدة وضعت منذ ثلاثة قرون بلغة أخرى من لغات الهند، وقد بلغني أن الأديب المسلم العظيم الدكتور عبد الحق رئيس جمعية ترقي الأدب الأوردي آخذ في ترجمة رامايانا فالميكي إلى اللغة الأوربية وهي من أشهر اللغات الحية في الهند اليوم. وأحب أن أقول لك إني أطلعت على هذه الرامايانا الحديثة مترجمة إلى الإنجليزية، فوجدتها قد نقلت في لغة رديئة وتروي قصصاً تطنب في ذكر راما البطل المعبود، وقد علمت أخيراً أن هذه الرامايانا أخرجت في السينما وتكلف إخراجها نحو ٢٧ ألف جنيه ولكنها في مدى سنة حصلت للشركة التي تولت إخراجها ٢٤٠ ألف جنيه ربحاً.
فتح جديد في علم الفيلولوجي:
قال الأستاذ: ولقد أدى نقل الملاحم الهندية القديمة إلى اللغات الأوربية إلى فتح باب جديد للبحث في فقه اللغة (الفيلولوجيا) وإن من نظر الآن في قاموس كامل للغة الإنجليزية يدهشه ما يرى من كثرة المفردات الإنجليزية التي ترجع إلى أصل سنسكريتي، وسيكون لنقل هذه الآثار إلى اللغة العربية نفس الأثر؛ فقد ثبت لي ثبوت اليقين إن هناك تشابهاً كثيراً بين المفردات في اللغة العربية واللغة السنسكريتية، فكلمة (الفيدا) وكلمتي دين وديانة، وأسمي (البستاني) يرجع إلى أصل سنسكريتي فقد وردت كلمة (بستان) في شعر جرير الخطفي، وهي في الأصل مؤلفة من كلمة (بو) و (ستان)، وأصل (بو) في اللغة البهلوية - أي الفارسية القديمة - بول، ومنها الكلمة العربية (فول) وهي البقل المعروض الذي إذا زرع منه الحقل كان أبهى ما يكون منظراً وأطيب ما يكون رائحة بزهره الجميل. ومن كلمة (بول) أخذ اسم الزهرة في الفرنسية والإنجليزية، والمعنى الجامع في هذا كله: الرائحة الطيبة. وأما كلمة (ستان) فهي أصل لمئات الكلمات في اللغات اللاتينية وفي اللغة العربية. فإن معناها المكان أو الوقوف، ومنها هندستان أي مكان الهند وتركستان أو مكان الترك. فكلمة (بستان) معناها مكان الروائح.