إلى جانب عبقريته الطبية صاحب ذوق فني وطبيعة جمال النفس وصفاء الذهن وقد تجلى هذا في شغفه رحمه بالتحف النفيسة والآثار الغالية الجميلة.
وألقى الأستاذ أحمد أمين بك كلمة التأبين للمغفور له الشيخ مصطفى عبد الرزاق فقال: رحم الله صديقنا وزميلنا مصطفى فقد كان ممتازاً في خلقه؛ ممتازاً في نفسه؛ ممتازاً في علمه، أما امتيازه في خلقه فقد نأى به عما يتخلق به أمثاله من أبناء الحسب والنسب والغني والجاه فما بطر ولا تعجرف، وأما امتيازه في نفسه فإنه يظهر في أسلوبه الذي كان يؤثره واختيار اللفظ الأنيق في تدبيج عبارته؛ ثم تحدث عما كان يتحلى به من كرم النفس وسماحة اليد وبذل العون للمحتاج، وإنتقال بعد ذلك فتحدث عن حياة الفقيد ونشأته الأولى في كنف الأستاذ الأمام الشيخ محمد عبدة ثم تنقله بعد ذلك في مدارج الحياة حتى انتهى إلى مشيخة الأزهر ثم قال إنه كان في هذه المرحلة الأخيرة من حياته برماً لما يحيط به من الصعاب في القصد إلى إصلاح الأزهر، وكان يطوي نفسه على كثير من الخير في هذا السبيل لولا إن عاجلته المنية. . .
رحم الله الفقيدين الجليلين اللذين خسرتهما مصر، وخسرهما العلم، وفقدتهما الإنسانية. . .