للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المنبعثة من آفاق البلاغة، كلما أضاء لهم سناها مشوا فيه، وهل تدين الحضارة في تقدمها، والإنسانية في تطورها، إلا لأولئك الرسل الكرام من حملة الأقلام؟)

أما معالي دسوقي باشا رئيس الجماعة فقد كان كلامه كالنبع الصافي يتدفق بالمعاني السامية والعبارات الأنيقة، ويتحدث عن رسالة جامعة الأدباء فيقول: إنها تعمل لجمع كلمة الغرب ورفع شأن الأدب، وتوثيق عرى الصداقة بين أدباء وطننا في سائر أرجائه، وبين أدباء العالم العربي في جميع أقطاره، وما العرب إلا:

أمة ينتهي البيان إليها ... وتؤول العلوم والعلماء

وتعاقب بعد الرئيس والمدير شعراء وأدباء؛ منهم من أجاد فاستحق الثناء والتقدير وأثبت وجوده بإنتاجه وحسن بيانه، ومنهم من خانه التوفيق فأذاع خطأه على الناس واستوجب النقد من حيث كان يريد الشهرة والظهور.

ومن حقنا أن نأخذ على قلم المراجعة والتصحيح في جامعة الأدباء، عدم عنايته بحذف القصائد والكلمات التافهة المغسولة التي اعتبرها أهل الذكر موضع الضعف في المهرجان، وكان من الواجب ألا يقول إلا من يحسن القول، لا كل من يريد أن يقول! ولولا المجاملة في الحق لصار أدب الجماعة خالصاً كله، ولكن لكل شيء آفة، وآفة الأدب دخول الفضوليين فيه، واستباحتهم حماه، وانتسابهم إليه وهم من غير أهله!!

ولولا أننا نكرم صفحات (الرسالة) أن تسجل ما لا خير فيه ولا فائدة في الحديث عنه لعرضنا على الفقراء بعض ما قيل مما لا يستحق أن يقال، ولكنا نؤثر أن ندع الزبد يذهب من تلقاء نفسه ولن يبقى إلا ما يصلح للبقاء.

(المنصورة)

علي عبد الله

<<  <  ج:
ص:  >  >>