أوليس ما عاناه من الشدائد منذ غادر طروادة، فاعجب الملك بشهامته وفصاحته، واعد له سفينة أقلته إلى اتيكا، فلما وطئت قدمه أرضه تنكر في زي سائل، ونزل عند الشيخ (اوميه) حارس قطعانه؛ واتفق أن رجع تليماك إلى وطنه في ذلك الحين فلقى أباه وعرفه، وأخذ يديران الحيلة معا لهلاك أولئك الأمراء المعتدين بمعونة الخدم المخلصين. وكانت بنيلوب طوال هذه السنين قد نجحت في مماطلة هؤلاء الخطاب الملحفين بان علقت قبولها الخطبة على فراغها من الثوب الذي كانت تنسجه، وهيهات أن تفرغ منه، لأنها كانت تظل النهار كله تنسج فيه، حتى إذا جاء الليل نقضت ما نسجته. فلما طال الزمن وانقطع الرجاء من أوبة الغريب، وكلت الحيلة، وأهلك الخطابة الزرع والضرع، أوشكت ان تذعن لولا أن دخل أوليس متنكرا إلى قصره وفتك بأعدائه، وتعرف إلى زوجه الوفية بنيلوب، وجده الشيخ لابرت، وأخذ يجمع أهبته لمقاومة أهل المقتولين، إلا أن منيرفا حلت في شخص منطور صديق أوليس ومشير تليماك، فضمنت بحكمتها لمملكة اتيكا السلام الدائم والرخاء العميم.