وأنفتهم. فأنا مؤمن بالقول المأثور:(تكاد المرأة تلد أخاها. .) ولا يعزب عنك بأنني شديد الحرص على أن يكون هذا (الخال) الذي أتخيره لابني موضع اعتزازه حين ينصرف إلى أترابه ولداته. ولست أبالي من هذه الفتاة بعد ذلك أن تكون كيف شاءت فحسبي أن تستوفي جمال النفس وجمال الحق، فتجمع الكمال من أطرافه علم تزينه الفضيلة، وخلق يجمله النظام والتدبير. وهل سعادة العيش إلا بذلك؟!
ولا اعتراض ما يقول فطالما ألفيته شديد الغيرة على هذه الصورة الجميلة التي رسمها في خياله وحاطها بسياج من أحلامه الذهبية. وما أزيد على أن أقول: وأين تراك واجدا هذا؟ وهل تظن هذه المتعلمة ستضع نقابا على عينيها فلا تبصر من آثار هذه المجلات الداعرة التي تعرض عليها ألواناً شتى من ضروب العبث في كل أسبوع، وتريها مختلف الأوضاع في التبرج والعرى! ثم هي أن زارت (دار الخيالة) ولو لمأما، أفلا تظنها تقتبس منها ما يشوه عليك هذه الصورة الشعرية الفاتنة؟! ولا يكون من صديقي إلا أن يحدجني بنظرة ملؤها الإنكار وهو يقول: ستكون حيث وصف لك ما دمت قد نشأت في ذلك البيت الذي عينته.
هذا الحديث لم يكن جديدا على من ذلك الصديق، ولكن الذي كان جديدا أن أراه قد أقبل علي يوما وجهه يتهلل بشرا ويتدفق سرورا وهو يبادرني قائلا: لم أقل لك أنك تسرف في تشاؤمك حين تزعم أن الذي ابحث عنه ليس في عالم الحقيقة؟! لقد وجدتها على ما خيلت ووصفت وكأنما كنت استلهم الغيب حين تحدثت لك عنها فما تزيدت فيما قلب شيئا!! بالله ما عجب!! أتظن ذلك من ضروب المصادفة وليس غير!؟.
ولا يكون مني إلا أن أشاطر هذا الصديق سروره حين اعلم أنه تقدم فطلب يدها، ثم أجابه إلى ما طلب ذلك الصهر الذي لم يدع صفة من صفات الكمال إلا نسبها إليه، ومما حدثني به عنه أن قال: ليتك كنت معي، فتسمع إلى رجل يحدثك بقلبه ولسانه (وقليل ما أولئك)، تراه وأبناءه جميعا يلبون داعي الله إذا نودي للصلاة في أوقاتها، فيتسابقون إليها من صغير وكبير!! ثم أنهم لا يصيبون من طعام أو شراب، ولا يأتون عملا صغر أم كبر، إلا متأدبين بآداب الإسلام مقتفين سنة نبيه الكريم!! وما لك لا تراه نسيج وحده بين أهل هذا الزمان، حين اقسم لك جاهدا: أنني رأيته يدعو أبناءه ليتعطروا قبل الصلاة من يوم الجمعة، بعد أن