يعنيهم المعري وتراثه في كثير ولا قليل، فكأني بالوزارة قد قررت بعث تراث المعري لتنقله إلى قبر جديد.
كلا! أن هذا التصرف ليس بالعمل الذي يؤثر في خدمة الأدب، وقد أحسنت الوزارة من قبل يوم أن قامت بطبع ديوان حافظ إبراهيم وعرضه للبيع بنفقات الطبع، فهل لها أن تؤثر هذا الصنيع في بعث تراث المعري ونشره والإفادة به؟!
ولكنهم المعلمون:
نشرت إحدى الصحف خبرا زعمت فيه أن المعلمين ألفوا عصابة من بينهم لبيع أسئلة الامتحانات العامة، وان التحقيق كشف عن أمور خطيرة من أعمال هذه العصابة، ولما كانت تلك الصحيفة قد هولت في إيراد الخبر وتهجمت به على كرامة المعلمين، فقد أذاعت (جمعية المعلمين) بيانا على الصحف ترد على هذا التهجم وتقول (وما كان للصحيفة المذكورة أن تتسرع بهذا الاتهام حتى ينتهي التحقيق وتظهر براءة البريء أن كان بريئا وذنب المذنب أن كان مذنباً. . .).
وأنا لا يعنيني هنا تلك الواقعة، ولا تصحيحها ولكني اشهد الله أهي لا افهم (براءة البريء أن كان بريئا) ولا اعرف ذلك في أسلوب عربي إلا أسلوب الصحف التي تقول: (وتزوجها زوجها وعاشرها معاشرة الزوجية)
ولو أن هذا التعبير وقع من جماعه المهندسين مثلا لأغضينا عنه، وقلنا انه أمر ليس من صميم صناعتهم فلا لوم عليهم ولا ابتغينا له اوجه التأويل ولكنهم المعلمون وصناعتهم العلم، وهم الذين يتعهدون أبناءنا في تعليم اللغة والبيان فيضيعه الأبناء المساكين (ويا ضيعة اللغة والبيان) إذا كانت لغة المعلمين من نحو (براءة البريء أن كان بريئا)
كان آباؤنا أبر واكرم:
نشرت مجلة (المسامرات) في عددها الأخير صفحة مصورة عن إنشاء بيت في لندن لتأجير ما يلزم للعرائس من الثياب ليلة الزفاف نظير مبلغ خمسة جنيهات وذلك تخفيفا عن الفتيات الرقيقات الحال واللائي لا يستطعن الحصول على الثياب اللائقة بهن نظرا لشدة قيود التموين التي لا تزال قائمة في إنجلترا، وقد أشادت المجلة بهذا الصنيع كما أشادت به