المجلات والصحف الإنجليزية وقالت انه عمل مشكور أعاد الإشراق إلى وجوه العرائس وادخل السرور والانشراح على قلوبهن.
قلت أين هذا من مآثر أبانا السابقين ومكارمهم التي من هذا القبيل فقد كانت ابر واكرم وكان عملهم مما يدل على عراقة الروح الإنسانية في نفوسهم.
فمن ضمن وثائق الأوقاف الإسلامية وثيقة بوقف خيري في مكة المكرمة لإعارة الحلي وأدوات الزينة للفقراء ومتوسطي الحال الأعراس والأفراح بحيث يستعيرون منه ما يلزم حتى تظهر العروس في المظهر اللائق جبرا لخاطرهم ثم يرد مكانه بعد مضى مدة الفرح المعتادة، كما كان في مكة أيضاً وقف لإعارة المفروشات وأدوات السفر في إقامة الولائم والحفلات.
وذكر ابن بطوطة في رحلته وقفا في دمشق اسمه وقف (الزبادي) وهو مكان توجد فيه الأواني الفاخرة من الصين وقفها أصحابها بحيث إذا كسر خادم آنية مطبخ سيده وخاف أن يضربه السيد أو يحسم ثمنا من أجرته قصد إلى ذلك المكان وسلم من الآنية المكسورة وتسلم بدلها صحيحة وقد علمت أن في فاس وقفا مثل هذا الوقف وكذلك في تونس.
ومن الطف ما يتصل بهذا وقف في فاس خصص ريعه لمن وقع على ثيابه زيت من الفقراء أو مادة تذهب ببهجته وجدته كالحبر، فيأخذ منه نقودا ويشتري ثوبا جديدا مماثلا لذلك الثوب الذي كان يلبسه.
وفي تونس وقف لتزويج الشابات الفقيرات وآخر لختان الأولاد الفقراء وإعطائهم كسوة ودراهم وثالث لتوزيع الحلوى على المحتاجين بالمجان في شهر رمضان.
وفي مراكش مؤسسة اسمها (دار الذمة) عليها أوقاف كثيرة وهي دار تقصد إليها النساء اللاتي يقع بينهن وبين أزواجهن نفور وليس لهن عائلات فيقمن فيها أكلات شاربات متمتعات بكل وسائل الرفاهية حتى يذهب ما بينهن وبين أزواجهن من الجفوة ويعدن إلى دار الزوجية.
وفيها أيضاً مكان اسمه (سيدي فرج) عليه أوقاف كثيرة تدر الأموال الوفيرة وقد أوقفها أصحابها لإيواء المجاذيب ولتجهيز الموتى من الفقراء وتكفينهم وشراء ملابس توزع على الفقراء في أول الشتاء.