وقال الحافظ:
أني لتطربني الخلال كريمة ... طرب الغريب بأوبة وتلاقي
ويهزني ذكر المروءة والندى ... بين الشمائل هزة المشتاق
ما البابلية في صفاء مزاجها ... والشرب بين تنافس وسباق
يا ألذ من خلق جميل طاهر ... قد مازجته سلامة الأذواق
ومضى معروف فشبه الأم بالمدرسة، وقارن بين ابن المتعلمة وابن الجاهلة، فشبه هذا بنبت الفلاة، وذاك بزهر الرياض؛ واستعان بخياله، فجعل صدر الفتاة لوحاً بديعاً تتراءى فيه صور الحنان الدافق، ثم دلف إلى آراء المحافظين فدحضها في هدوء وبساطة، وبين موقف الشريعة الإسلامية من المرأة وكيف أخطأ الجامدون فنسبوا إلى الدين ما ليس منه، واستدل بعائشة أم المؤمنين وما كانت عليه من فصاحة وفقه، ثم عاد يتساءل في تبرم
فما للأمهات جهلن حتى ... أتين بكل طياش الحصاة
حنون على الرضيع بغير علم ... فضاع حنو تلك المرضعات
نرى جهل الفتاة لها عفافاً ... كأن الجهل حصن للفتاة
ونحتقر الحلائل لا لجرم ... فنؤذيهن أنواع الأذاة
لئن وأدوا البنات فقد قبرنا ... جميع نسائنا قبل الممات
حجابهن عن طلب المعالي ... فعشن بجهلهن مهتكات
وقالوا إن معنى العلم شيء ... تضيق به صدور الغانيات
وقالوا شرعة الإسلام تقضي ... بتفضيل الذين على اللواتي
لقد كذبوا على الإسلام كذبا ... تزول الشم منه مزلزلات
أأم المؤمنين إليك نشكو ... مصيبتنا بجهل المؤمنات
فتلك مصيبة يا أم منها ... (نكاد نغص بالماء الفرات)
(البقية في العدد القادم)
محمد رجب البيومي