للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فنحن لا نريد تاريخا من الشطرنج ولا تاريخا من النرد، ولا ننفي المهارة عن لعبة لاعباً يمد يده إلى الورق المجهول فتصادفه الورقة التي يريدها، أو يضع من يده ورقة فتغلق الباب على خصمه، لأن المهارة في هذه (الدومينة) صفة معروفة على الرغم من هذا الحظ الذي يتفق لجميع اللاعبين.

بقيت حكاية لنكولن وأسلافه.

فالأستاذ الخفيف قد ذكر (أن جدته لأمه كانت تعيش وهي فتاة في ولاية فرجينيا في الجنوب، فأصبحت ذات حمل وإن لم تتزوج، ووجدت نفسها بعد أشهر الحمل تضع أنثى، وكانت هي وحدها التي تعرف والد هذه الأنثى، ولقيت من أهلها أشد الغضب لزلتها، ولكنهم احتضنوا بنتها، فنشأت بينهم تنتسب إليهم وليست منهم).

ولكن ليس المهم أنها زلت!

وإنما المهم لماذا زلت؟!

فقد كانت عبقرية لنكولن مزيجا من خصلتين: إحداهما المرح وحب النكتة، وقد أخذها من أبيه، والأخرى نهمة المعرفة، وقد أخذها من أمه وجدته، وقد كان حب المعرفة نادرا في الرجال فضلا عن النساء بين المغامرين والمغامرات من أهل القارة الأمريكية. فمن العجب الذي لا ينسى في تاريخ الرجل أن جدته أقبلت على التعليم الذي لا يطلبه منها أحد، وقادها هذا الولع بالعلم إلى التعلق بأستاذها، فاستسلمت له وجاءت زلتها من هذا الطريق!

وذلك هو بيت القصيد!

وذلك ما لم يذكره الأستاذ الخفيف!

ولعلها مصادفة من المصادفات أبعدت مرجع الحكاية من يد الأستاذ الخفيف. . . فلن يفلت إذن من حكم المصادفات!!

عباس محمود العقاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>