ثم تقدم يشوع بقومه إلى مدينة مقيدة وضربها بحد السيف وقتل ملكها وكل نفس حية فيها، ولم يبق شاردا كما فعل فيعاى وأريحا.
ثم اجتاز إلى لبنة وفعل فيها كما فعل في أخواتها السابقتين وهكذا اجتاز من مدينة إلى مدينة إلى أن استتب أمره في ارض كنعان، أنظر يشوع، الإصحاح العاشر وما بعده.
فترى أن أولئك اليهود الذي فروا من مصر وأمضوا في بربة سينا ٤٠ سنة كانوا يستعدون لهذا التفظيع ثم كانوا ينسبونه إلى أمر ربهم يهوه. ونحن نعلم أن الله تعالى الذي خلق اليهود وجميع الأمم غير اليهود يعتبر جميع الأمم عباده بلا فرق بين إسرائيل وكنعان وعرب وإفرنج، ولا يمكن أن يأمر بهذه الفظائع، فما نسبه اليهود إلى الله إنما هو من اختراعهم، أي اختراع اليهود الذين عادوا من سبى بابل بعد عهد موسى بسبعة عشر قرنا. وموسى ويشوع والله أبرياء من هذا التفظيع.
أما كان حريا بهم أن يأسروا أولئك الأقوام الذين غلبوا على أمرهم ويستعبدوهم بدل أن يقتلوهم رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا كما فعل نبوخذ نصر ملك بابل حين غزا فلسطين وهو ظنهم أنه ليس من شعب الله المختار. لقد كان أشرف منهم نفسا وأحن قلبا. بل كان سببهم إلى بابل لأنهم تعلموا هناك الحكمة والشريعة فكتبوها في أسفارهم.
إن هؤلاء الهاجاناه والأرجون واشترن والإرهابيين تعلموا هذه الفظاعات من توراتهم. فلا تبرئ يا دكتور إسرائيل القديم من فظائع إسرائيل الجديد.
هذا من حيث التفظيع، وأما من حيث المخازي الأخرى فإليك أمثلة منها:
من أمثلة غشهم وغدرهم وخداعهم حكاية غش لابان لابن أخته يعقوب الذي سمى بعدئذ إسرائيل وإليه تنتمي دولة إسرائيل الحديثة الخبيثة. فقد وعده خاله لابان أن يزوجه ابنته راحيل إذا خدم عنده سبع سنين، فخدم، وفي الميعاد عمل لابان مهرجان عرس لابنته. وبعد أن دخل يعقوب عليها وجد إنها ليست راحيل بل هي لئية أختها، فعاتب خاله في هذا الأمر. فقال له اخدم سبع سنين أخرى وخذ راحيل. وهكذا كان. (سفر التكوين الإصحاح٢٩).
وإليك قصة غش أفظع من هذه: كان لأسحق ابنان عيسو البكر ويعقوب. وكانت (رفقة)