وسبعها بعض الأدباء، ومنهم الشيخ محمد الملطي المصري الخلوتي، من علماء القرن الحادي عشر الهجري. وقد التزم أن يبدأ كل تسبيعة بلفظ (محمد) والقاضي ناصر الدين اليضاوي (٦٩٦هـ) والتزم أن يبدأ كل تسبيعة بلفظ الجلالة.
وهناك شك في نسبة التسبيع إلى البيضاوي، فقد نسب إليه مرة، ونسب إلى الأمير عثمان بك؟ مرة، ونسب إلى شهاب الدين احمد بن عبد الله المالكي المكي مرة أخرى. وقد قرأت هذا التسبيع نفسه في دار اكتب بالمنصورة منسوبا إلى أديب اسمه صلاح الدين احمد بن محمد الرفاء الدمشقي، وهو بها مخطوط (رقم ١١٧٢هـ) فمسألة هذا التسبيع تحتاج إلى شئ من التحقيق.
وبعد، فها نحن أولاء نرى من حديثنا الوجيز عن البردة أنها استطاعت وحدها أن تنشئ دولة كبرى لها جنودها وعتادها. وأن الدولة كانت ذات صوله في العصر المملوكي. ثم اخذ ظلها يتقلص شيئا فشيئاً، حتى كادت أحداث العصر الحديث الجارفة تعفي آثارها وتطمس أخبارها.