الشاعر أمين الدين السليماني الأربيلي المتوفى عام ٦٧٠هـ، قد نظم قصيدة غزلية في ستة وثلاثين بيتا، في كل بيت منها نوع بديعي، وعزز الأستاذ كشفه بما رواه ابن معصوم المتوفى عام١١٢٠هـ شرحا على بديعيته من (أنه كان يظن أن صفي الدين أول من نظم أنواع البديع على هذا الأسلوب حتى وقف على قصيدة أمين الدين السليماني).
ورأى الأستاذ أن أمين الدين المذكور هو مبتكر فن البديعيات. - على أني أعتقد أن المسألة لا تزال عند موقفها الأول، وأن كفة صفي الدين لا تزال الراجحة. وأن الفارق بين أمين الدين وصفي الدين في ابتكار فن البديعيات، كالفارق بين زهير وأبي تمام أو المتنبي في أبتكار الحكمة، وأنتترى صفي الدين في مقدمة بديعيته يقول إنها نتيجة لدراسة سبعين كتابا في فن البديع.
وبعد، فأي خطر للبديعيات، حتى نعني بها كل هذه العناية؟ البديعيات - على أي حال - فن شعري جديد في حينه بلغت به النزعة البديعية فمنها شعرا، كما بلغتها بالمقامات نثرا.
هذا إلى أن البديعيات نمط من شعر العلوم والفنون، لم يطرق قبل هذا العصر. ومنزلة البديعية في علم البديع، كمنزلة ألفية أبن مالك - مثلا - في علمي النحو والصرف. - هذا إلى أن كثيراً من البديعيات وضعت لها شروح قيمة فأضافت بذلك ثروة جديدة إلى علوم البلاغة والأدب، ومن أجل شروحها (خزانة الأدب) لتقي الدين بن حدة الحموي.
هذا. وقد شطر البردة كثير من الأدباء. منهم في عصرنا الحديث: عبد العزيز باشا محمد، ومحمد بك فرغلى، ومنهم الشيخ أحمد بن شرقاوى الخلفى (١٣١٦هـ) والشيخ أحمد بن عبد الوهاب الجرجاوى (١٢٥٤هـ) وأحمد بن عثمان العوامي الزبيري، فرغ من تشطيره عام (١٢٠١هـ) والشيخ أحمد الحفظي اليمنىـ كان حياً عام ١٢٩٣هـ ـ. وخمسها بعض الأدباء ومنهم محمد بك فرغلي، ومنهم زين الدين طاهر بن حبيب الحلبي (٨٠٨هـ) ومجد الدين إسماعيل الكناني القاهري (٨٠٢هـ) وبرهان الدين البهنسي (٨٤٦هـ) وفتح الدين بن الشهيد (٧٩٣هـ) وزين الدين القرشي (٨٢٨هـ) وشمس الدين محمد الفيومي ـ لعله من أدباء القرن التاسع ـ وعبد الرحيم السيوطي المالكي الجرجاوي توفي بعد عام (١٣٢٠هـ) وفي دار الكتب المصرية مجموعة خطية بها تسعة وستون تخميسا من بينها تخميس لابن حجة الحموي. ومجموعة أخرى خطية بها ثلاثون تخميسا.