(أنه مدير عام) الطرف الخامس للأطراف التي يريد أن يجمع المجد منها كلها - لا أقول ذلك إلا خوفا على الفرقة المصرية أن تعصف بها هذه الجهود المترامية ونحن في عصر الاختصاص، فليكبح يوسف وهبي جماح عبقريته الشاملة ويترك التأليف على الأقل ويفسح للآخرين من أهله أن يساهموا في خدمة المسرح وتغذيته ورفعته.
الحادثة الهامة:
قرأت الكلمة التي كتبها الأستاذ أحمد عزيز بيتوغن بعنوان (أوهام لغوية) ونسب إلي وهما منها في بعض ما كتبت، وهو (والحادثة الهامة في القصة أو العقدة فيها، ادعاء الحاكم بأمر الله الألوهية) قال: (واستعمال كلمة هامة في هذا المكان للدلالة على أهمية الحادثة وهو لغوي! وكان الصواب أن يقول الحادثة المهمة، ففي قاموس الصحاح للجوهري ما يلي: المهم: الأمر الشديد، وأهمك من الأمر: ما أقلقك وأحزنك).
وفي هذا الكلام وهمان لغويان، أتاه الأول من وقوفه عند (الصحاح) فاعتمد (أهمه) وأنكر (همه)، ولو أنه فتح معجماً آخر لوجد أنهما موجودان بمعنى واحد، ففي القاموس المحيط (همه الأمر هماً ومهمة حزنه كأهمه). وفي المصباح المنير (أهمني الأمر بالألف أقلقني وهمني هماً من باب قتل مثله) فالهامة من وهم والمهمة من أهم، واستعمال كل منهما كاستعمال الأخرى، ويبدو لي أن استعمال أيهما في الدلالة على الأهمية آت من حيث أن الأمر المقلق يدعو إلى الاهتمام.
الوهم الثاني في قوله:(قاموس الصحاح للجوهري) لأن القاموس علم على الفيروز أبادي مأخوذ من القاموس بمعنى البحر، وليس كل معجم قاموساً كما وهم حضرته.
ويظهر أن السيد بيتوغن يريد أن يكون معقباً لغوياً، فأنصحه بالحذر من (الأوهام) وأتمنى له أطيب التمنيات.