وأجادت أمينة رزق في تمثيل (منى) بنت أخي الباشا، أجادت في القيام بدور الفتاة الكريمة ذات الإحساس النبيل، التي تتألم إزاء إعراض (عزت) عنها، ووالداه يلحان في زواجه منها. وقد رفعت المسرحية في دورها عن مستواها المسف. . . وكذلك فعلت سامية رشدي التي مثلت الزوجة التركية المطيعة والأم التي تكاد تهلك أسى على مصير ولدها.
وقد توالت في أواخر الرواية المفاجآت وازدحمت المصادفات مما كاد يخرجها عن مألوف الواقع في الحياة، فقد كشف أمر الجاسوس الصهيوني بعدة مصادفات محكمة، كأن الأقدار تشترك في تأليف الرواية. . . وقد أفرغ يوسف وهبي المؤلف طاقته الصاخبة في التأليف، حتى لم يبق له منها شيء في التمثيل. . . فقد مثل (عزت) فصغر حتى صار شاباً في الخامسة والثلاثين، صغر (بالمكياج) ولكنه ظل جامد الحركة، تتعاقب عليه الأحداث وهو هو لا تغيير ولا تعبير. ويوسف وهبي إنما يعبر بالحنجرة والصوت الجهير والتلويح باليد وما شابه ذلك، وهو ينجح في هذا اللون من التمثيل حتى يبلغ القمة، ولكن دوره في هذه الرواية لم يكن كذلك.
والمسرحية ترمي إلى الإشادة بالوطنية المصرية، ولكن الموضوع شيء، وطريقة معالجته وأدائه ونصيب ذلك من الفن الراقي شيء آخر. فالرواية تشبه (الاسكشات) التي تقدمها الفرق الاستعراضية، وما أشك في أن (شكوكو) كان أليق من يوسف وهبي بدور (عزت).
ومما يؤسف له أن الفرقة المصرية بعد أن بدأت موسمها بمسرحية (سر الحاكم بأمر الله) وكان يرجى أن تسير في هذا المستوى، وقد ألف لها محمود تيمور وتوفيق الحكيم مسرحيتين جديدتين لم تظهرا بعد أقول مما يؤسف له أنها أخذت بعد ذلك في برنامج لا يبشر بنجاح الموسم النجاح المرجو من المسرح في مصر بعد أن انحصر في الفرقة التي ترعاها الحكومة. وقد أعلن أن الفرقة ستمثل بعد (الصهيوني) روايات أخرى قديمة ليوسف وهبي، وقد تكون هذه الروايات نجحت في وقتها. ولكن هل تصلح الآن للنهضة المرجوة، وهي تحتاج إلى التجديد، وإلى الفن الراقي؟
لا أقول إن يوسف وهبي يستند إلى رعاية الدولة وإعانتها للفرقة المصرية، فيعمد إلى إظهار نفسه كل شيء في كل شيء. . . في التأليف، وفي الإخراج، وفي التمثيل، وفي النقد بالحكم على براعته في الإعلانات التي يصدرها باعتباره مديراً عاماً للفرقة، وهذا