فتجد الأمهات والآباء يغرسون الشجاعة، وخلق الرجولة في
نفوسأبنائهم من الصغر، ويعودونهم الصبر، وضبط النفس
وكتمان الشعور، وتحمل الألم من الطفولة الأولى. وبهذه
الوسيلة يبثون الشجاعة فيهم. ولا يظهر الخلق المتين ولا تبدو
الشخصية القوية إلا بهذا النوع من الشجاعة، وهو القدرة على
احتمال الآلام. وان من يستطيع أن يحتمل خمس دقائق اكثر
من غيره يمكنه أن يفوز بالنجاح والنصر، سواء أكان جنديا أم
قائدا، متعلماً أم معلماً، غنياً أم فقيراً. وبالشجاعة يظهر الفرق
الكبير بين الشخصية القوية والشخصية الضعيفة. والآن نريد
أن نبين مظاهر الشجاعة وأثرها في النجاح في العمل وفي
الحياة الاجتماعية فنقول: مظاهر الشجاعة:
أولاً: الشجاعة في ضبط النفس، وذلك بأن تقف موقفا طبيعيا بكل شجاعة عند مقابلة الرؤساء أو عند الظهور أمام مجتمع لإلقاء محاضرة أو الاشتراك في مناضرة، أو التعبير عن رأي، أو الدفاع عن مبدأ أو عقيدة، بحيث لا نرتعد أو نضطرب، ونظهر بأحسن مظهرفي حديثنا وإلقائنا ونبرهن بأعمالنا وآرائنا بكل لطف وأدب. وإذا لم يكن لدى الإنسان قدرة على إظهار مقدرته بالعمل وضبط النفس فقد تضيع منه الفرصة الذهبية التي قد لا تصادفه مرة أخرى. وكثيرا ما تضيع الفرصة من الشخص، ثم يندب سؤ حظه، ويشكو الظروف والمقادير، مع انه لم يكن في حاجة إلى أكثر من الشجاعة في انتهاز الفرصة حين سنوحها. ولا سبب يدعو الإنسان إلى الخوف من أبناء جنسه. وقد يكون الخوف مبنيا على وهم لا أساس له. وإذا وثق المتكلم من نفسه، وعرف ما يريد أن يقوله، وعرف كيف يعبر