للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نظرة خلف عمقها رحت أستشرف عمق الخلود والأبدية!

ومضت بي الأيام، لا أنا صرَّحتُ، ولا لهفتي الحييَّةُ تبدو

كم وكم راح يحتوينا مكان ... وأنا صبوة توارت. . . ووجد. . .

كم حديث حدثتني، كم قصيد ... هز روحي وأنت تروي وتشدو

وبقلبي السعيد شيء كعنف الموج، يطغى تياره ويمدّ!

ومضت بي الأيام، والزمن العجلان يجري كالهارب المجنون

وسكوني ما انفك يرخى سدولاً فوق رعشات قلبي المفتون

وتلفَّتُ بغتة، وبعمقي ... نشوة السحر والهوى والفتون

وإذا قلبي المريح أشلاء على راحة الوداع الحزين!

وافترقنا، وملء نفسي - لو تدري - أحاسيس هائمات حيارى

وهواي المكبوت يجهش في صمت، وتهمي دموعه أشعارا

كم شجاني وداعك المرّ، كم ساءلت قلبي الممزق المستطارا

كيف كان الفراق؟ كيف انزوى وجهك عني في لحظة وتوارى؟

وافترقنا، وبين كفيَّ رسم ... لم يزل كل زاد روحي المتيم

كم تلمستُ عمق عينيك فيه ... وبعينيَّ أدمع تتضرم

يا لقلبي، كم راح بين يديه ... يهتك الحجب عن هواه المكتم

أصغ، تسمع عبر الصحارى صداه ... يترامى إليك شعراً مرنم. . .

(المطوقة)

<<  <  ج:
ص:  >  >>