لشد ما أفزعتك الخاطرة - بادئ ذي بدء - فقضيت ليلتك تتقلب في فراشك تدير الرأي علك تهتدي. والشيطان إلى جانبك يزين لك الأمر ويغترك عن زوجك وأولادك الأربعة. وقالت لك نفسك (هناك في كنف ابنة الباشا تجد السعادة والرفاهية والثراء والجاه جميعا).
وانطوت الأيام والشيطان يوسوس لك وصاحبك من وراءه يزخرف القول وينمق الحديث. وعلى حين غفلة ارتفعت صيحات الشيطان في قلبك فطمت على رجولتك فما عدت تسمع كلمات أبيك الشيخ تدوي في مسمعيك وإن فيها نور السماء يتألق على لسان الملك.
وفي ذات ليلة، انطلقت برفقة صاحبك إلى دار الباشا لتصبح زوج أثنتين، ولتطعن قلب المرأة التي ضحت في سبيلك بمالها وشبابها لتكون أنت طبيبا عظيما تستطيع أن تتزوج من ابنة الباشا، لتطعن قلبها طعنة قاسية تعصف بهدوئها وتهدم سعادتها.
آه يا صاحبي، لو رأيت عبرات بنيك وهي تنهمر مدرارا ليلة عرسك. لقد كانت تساقط على قلبي - قلبي أنا الإنسان - قطرات من نار تتلهب لظى وشواظا. أما أنت فقد فقدت - حينذاك - رجولتك وإنسانيتك في وقت معا
يا صاحبي، إن الزوجة تلقي بنفسها في رعاية الرجل لتتشبث منه بخيوط ثلاثة: الرجولة والشهامة والإنسانية.