للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بمرارة الظلم ووطأة القيد وقداسة الكفاح، يعقبها الأمل الموحد بزوال الغمة وانقشاع الظلمة وانتصار الأحرار. . وليس من شك في أن تلك الدفقات الشعورية المتسامية قد انثالت على خاطر الضيف العظيم وهو يشهد التفاف القلوب المسلمة من حوله، حتى إنه يتحدث عن تلك الدفقات المنثالة بمثل هذه الكلمات: (إنني لأشعر شعوراً عميقا بأن في الإسلام قوة كامنة في تعاليمه ومبادئه، وإن نظاما فيه هذه القوة لا يمكن أن يقهر، وإن الأحداث التي يشهدها العالم ستحرك هذه القوة العظيمة الكامنة بين المسلمين)!

كلمات فيها كل الحق الذي يؤيده تاريخ الإسلام وتؤكده صفحات ماضيه. . وإنها لكلمات من شأنها أن تهز جمود الحاضر وتشعل جذوته الخابية وتنعش روحه الغافية، وتفتح عيون بعض الناس على كثير من الحقائق التي نسيتها بفعل المطامع والضغائن والأحقاد! نعم؛ إن في الإسلام قوة كامنة كما يقول صاحب الجلالة الأفغانية، قوة من طبيعتها ألا تقهر إذا صفت الضمائر وخلصت السرائر وشرفت الغايات، ولكن أين نحن من هذا كله ومأساة فلسطين قد قدمت الدليل كل الدليل على أن بعض الأيدي لا تريد أن تتصافح، وأن بعض الرؤوس لا تريد أن تتسامح، ولو ضاع في سبيل تلك الأثرة البغيضة كل مجد من أمجاد العروبة وكل قرية من قرى فلسطين وكل مبدأ من المبادئ والأخلاق؟!

إن هذه الروح المثالية التي تجلت في حديث صاحب الجلالة الأفغانية عن قوة الإسلام التي لا تقهر، لجديرة بإيقاظ بعض الضمائر التي سمحت لهذه القوة بأن تقهر وهي على أبواب تل أبيب!!

أ. م

<<  <  ج:
ص:  >  >>