للذين لم يدرسوا حرفاً واحداً من هذه العلوم، وليس لهم فضل إلا في كثرة المعلومات التي حشوا بها أذهانهم
وأنادي بها عالية مدوية أنه لا إصلاح للأزهر ما لم يمكن المدرس الكفء من أداء رسالته. أما أن يقبر الأكفاء، وأن تبقى الدراسة في الكليات موقوفة على طائفة معينة، أو مرهونة بإغراض أخرى غير الكفاءة والاستحقاق، فذلك ما يضعف الأمل في التقدم.
وقل لي بربك كيف تقبل نفس المدرس على العمل أو على التأليف وهو يرى نفسه كما قال الأول:
تقدمتني أناس كان خطوهم ... وراء خطوي لو أمشى على مهل
أعدوا المدرس الصالح أولاً، وقد أعددتموه فمكنوه من أداء رسالته، وهؤلاء الذين جعلتم له لحق في احتكار التدريس بالكليات قد علتموه بالعلم، فعلموهم كيف يدرسونه.
أم درمان
علي العماري
نداء من الهيئة المصرية لمؤتمر العالم الإسلامي الدائم
١ - إن المسلمين في إبان تاريخهم الطويل وما تركوه من أثر في قيادة العالم لم يصلوا بعددهم في وقت من الأوقات إلى مثل عددهم في العصر الحاضر.
فهم يكونون الآن من مجموعات كبيرة موزعة في قارتين من الأرض وأخرى موزعة على بقية القارات وعددهم يتكون من مئات الملايين.
وتسكن بعض الأمم الإسلامية لها أهميتها الجغرافية والتاريخية لأنها تتوسط قارات العالم القديم. ويؤيد من أهمية المسلمين في نظر بقية العالم أن بعض أراضيهم تعد من أغلى بقاع الدنيا - لا من ناحية خصب التربة وخيرات الزراعة وحدها، بل لما تحويه داخل التربة من ثروات معدنية وخيرات لم تصل إليها يد الإنسان بعد، فهم من ناحية موقعهم الجغرافي تسيطر بلادهم على أهم طرق المواصلات العالمية، ومن ناحية ثروتهم الزراعية وما تحويه أقطارهم من ثروات معدنية عرضة لتغيير كبير وتطور جارف قد يجعلهم في مقدمة أمم الأرض في النصف القادم من القرن العشرين.