ومن سياوخسن وفرنكيس ولد كيخسرو حفيد كيكاوس وسبط أفراسياب. وكذلك نجد في العصور التاريخية تزوج أنوشر وأن بنت الخاقان
وأما العرب فقد أجمل الكتاب في أنبائهم ما كان بين الإيرانيين والسامين من حوادث في العصور المتطاولة، فجعل الضحاك عربياً، وقص وقائع كيكاوس وملك هاماوران (حمير) ووقائع أخرى بين الساسانيين والقبائل العربية. ثم ذكر طرفاً مما كان بين الأمتين من مودة وتعاون فيما كان من مصاهرة بينهما إذ تزوج بنو أفريدون الثلاثة سلم وتور وايرج ثلاث بنات لملك اليمن. وتزوج كيكاوس سوذابة بنت مهراب ملك كابل وهي عربية من نسل الضحاك، فولد رستم بطل الأبطال من أب إيراني وأم عربية. وأوضح من هذا ما كان بين الأمتين من مودة في العهد الساساني أعظم مظاهرها علاقة ملوك الحيرة بملوك فارس، وما كان للفرس من سلطان ومحبة بين العرب في البحرين واليمن
والروم ذكروا في أنباء الوقائع المتمادية التي كانت بين الساسانيين ودولة الروم الشرقية وفي قصة الاسكندر. ووصفت مودتهم في قرابة ملوك الروم أبناء سلم بن أفريدون، وفي تزوج كشتاسب بن لداسب من كتايون بنت ملك الروم، وتزوج كسرى برويز مريم بنت القيصر
والهند ذكروا في حوادث منها وقائع كابلستان وحوادث بهرام كور وتزوجه بنت ملك الهند. والصين تذكر في وقائع التورانيين وفي التجارة
فهذه المنظومة العجيبة التي تتناول حوادث قرون وأمم كثيرة، لا ينبغي أن تشبه بالإلياذة الضيقة الحدود؛ وينبغي أن تكون عناية الشرقيين بها أعظم من عناية الغربيين بالإلياذة
ولا ريب أن في الشاهنامة أساطير كثيرة، ولكن الأساطير في الأدب أروع من الحقائق. ثم لا ينكر دلالة الأساطير على تطور الأمم وعلى كثير من عاداتها وأخلاقها. فأن الأساطير وليدة خيال الأمة وأمانيها، لا يحدها الواقع ولا تضيقها الحقيقة
وكم في أساطير الشاهنامة في العهدين الأول والثاني - عهدي البيشداديين والكيانيين - من حقائق دينية واجتماعية وتاريخية ألبست ثوب الخيال وحرفت فيها الوقائع والأسماء
وللشاهنامة ميزة أخرى على الإلياذة، وملاحم أخرى كالمهابهاراته والرامايانا، بأنها كلها لشاعر واحد، إذا استثنينا ألف البيت التي نظمها الدقيقي. والفردوسي ناظمها شاعر تاريخي