للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه ليس لها نهاية محدودة إذ تسعى إلى رسم مواقف وأفكار دون رسم شخصيات) وأعتقد أن هذا التعليل للنهاية غير المحدودة غير سليم، وقد سبق لنا أن تناولنا تعريف النهايات في مقال لا نريد أن نعود فنكرر ما جاء من صورة ربط النهاية بالحياة. ثم عاد فقال (أعترف أني لم اشعر أثناء قراءتها لا بفرح ولا بحزن لأني كنت أقرأ عقلاً صرفاً له آراؤه لا قلباً له عواطفه) وليس هذا تعليلا صحيحاً للحالة النفسية التي يكون عليها من يقرأ أعمال سارتر، وصحته أن الوجودي يؤمن بالحرية، وأن الإنسان بعد أن خرج إلى هذا العالم صار مسئولاً عن كل ما يريد وعن كل ما يفعل، ولا هادي له في حريته سواه وحده، لا عواطفه التي تدخل في باب الجبرية وهي شيء لا يعترف به الوجوديون.

وانتهى إلى شكر الدكتور القصاص على ما بذل من شرح آراء سارتر وترجمة مسرحيته، وطالب بترجمة (الآثار الأخرى لكاتب الوجودية الأكبر) - ونحن مع احترامنا للكاتبين لا نريد أن نقول إن كلمة الدكتور شوقي مجاملة على حساب النقد وكان لابد من مناقشتنا لها، لننتهي منها إلى رأي يوضح لنا حقيقة المسرحية المترجمة، ما دام الناقد والمترجم لم يحققا ذلك، جين قصر الأول نفسه على التلخيص، ولم يساهم بفكرة أو تفسير للمسرحية والمقدمة، واستقى نهجه من عمل الترجمة الذي تصدى لنقده، وبهذا أوضح لنا اتجاه المترجم، وأنه كان مقصورا على التلخيص والترجمة فحسب حين توفر في النصف الأول من المقدمة على تلخيص محاضرة سارتر التي طبعها في الكتاب الذي ذكرنا اسمه وأغفل ملخصه ذكره. ولخص في النصف الثاني مقالة من الجزء الثاني من كتاب سارتر (مواقف - دون أن ينص على ذلك في ترجمته. ولا نريد أن نقول أن هذا يتنافى مع أمانة الترجمة، ولكنا نريد أن نتسائل لماذا قصر نفسه على هذين الكتابين بالذات، وهما لا يعدوان في مادتهما أدب المقالات التي ينشرها (سارتر) في مجلته (العصور الحديثة) وكنا ننتظر منه حين وعدنا في النصف الثاني من المقدمة بالكلام عن (مذهب سارتر الأدبي) ألا يتناول رأي سارتر في الشعر والنثر، وأن يورد لنا رأيه في القصة والمسرحية، فهذا ألصق بطابع الكتاب، باعتبار أنه مسرحية مقروءة تقف بين المسرح بالذات. وكان يسرنا أن يذكر لنا هدفه من ترجمة هذه المسرحية بالذات، ويورد لنا رأي سارتر في الترجمة عامة وهل حقق المترجم ما يدعو إليه سارتر من التزام؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>