لم يكن متصلا بالمواد الأساسية في ثقافتهم، كعملهم في مصلحة الأموال المقررة بوزارة المالية.
ونرجو أن يكون طلب المساعدة الرسمية من الأزهر وليد تصحيح الفهم عنه كمعهد تمثل الثقافة فيه الاتجاه القومي، وليس وليد الحاجة التعليمية أو السياسية. عندئذ يكون تفاؤلنا بمستقبل النهضات الوطنية عندنا في الشرق العربي ليس من قبيل السراب الخادع.
إن بالأزهر الآن أكثر من ألفين من طلاب البعوث الوافدة إليه ينتسبون إلى أكثر من عشرين موطن إسلامي ويتكلمون شتيتاً من اللغات ولهم عادات مختلفة، ولكن لغتهم المحببة هي العربية، ودينهم المعتقد هو الإسلام، وتقاليدهم المفضلة هي المتصلة بالأمة الإسلامية.
الأزهر يمكن أن يساهم مساهمة فعالة في دفع النهضة الشرقية الوطنية خطوات إلى الأمام لو أزيلت من طريقه العقبات.
إن المرحوم الشيخ محمد عبده أشتغل بالسياسة، وأشترك في الحركات الوطنية الاستقلالية في الفرق الثورية، وأطلع على الفكر الأوربي، لكن آثر أخيراً في دفع الحركات الوطنية الاستقلالية في الشرق عامل التربية، وآثر في التربية أن تكون قوية، وآثر في عناصرها أن تكون ذا صلة بالتراث الإسلامي، ورجا أن يكون الأزهر قواماً على هذا التراث.
الأزهر لا غنى عنه، وهو باق في العالم الإسلامي ما بقي الإسلام في تصور الشعوب الإسلامية وما بقي عقيدة لأبنائه. فبدلاً من أن توضع العقبات في طريق رسالته - وهو الخطر بعينه على الإسلام وعلى الشعوب الإسلامية والعربية - يجب أن تتضافر القوى كلها في صدق وأخلاص لتمكينه من أداء رسالته.
والأمل معقود على الفاروق قائد النهضة العلمية والتعليمية والدينية.