النفسي) الذي اتخذته معياراً لنقدك وأساساً لحكمك، ولكن لست أدري أهو القلم الذي يدفعني إلى هذا القول أم هو الإعجاب الذي دعاني إلى التسطير!
ولقد طبقت مذهبك فتبين لنا نجاحه ومقدرته على الصمود والخلود، بيد أنك وفيت هذا التطبيق على شاعر كبير وفنان معروف هو الأستاذ علي محمود طه رحمه الله. . ولكن بقى فريق من الشعراء يستحق أن يظفر منك بمثل هذا التطبيق، حتى تظهر القيم الفنية على حقيقتها ويحتل كل شاعر من هؤلاء مكانه المنتظر! وإذا كنت قد قلت في كلمة سابقة إن المناسبة وحدها هي التي تدعوك إلى إبداء رأيك في بعض الناس، فإننا نؤمن بأن هذه المناسبات كثيرة وبأنها آتية ما في ذلك شك، إلا أن ذلك لا يشغلنا عن الهدف الرئيسي وهو مطالبتك بالالتفات إلى هذا الفريق من الشعراء. . وعسى أن يكون هناك برنامج لتلك التوفية في التطبيق، كما أحدثت في شعر الشاعر الكبير وفن ذلك الأديب الفنان.
هذا ما عن لي أن أثبته هنا من هذه الرسالة. . مع خالص التحية لك وخالص التهنئة للأداء النفسي، وإلى اللقاء.
أحمد طه السنوسي
الأستاذ الفاضل أحمد طه السنوسي هو صاحب هذه (الافتتاحيات) القيمة التي يكتبها كل أسبوع في الشئون السياسية والاقتصادية بمجلة الثقافة. ومن العجيب حقا أن يشغل الأستاذ السنوسي بأمثال هذه البحوث، ثم لا يشغل في الوقت نفسه عن تلك البحوث الأخرى التي تنبت في حقول الأدب والنقد هنا وهناك. وأعجب من هذا أنه صديق من هؤلاء الأصدقاء الروحيين الذين لا ألتقي بهم إلا بين السطور والكلمات. . على أي شيء تدل هذه الظاهرة؟ إنها تدل على أن الحياة الفكرية في مصر لا تخلو من النماذج النادرة في الوفاء للخلق والعقل.
ماذا أقول لهذا الصديق الذي أخجل تواضعي بثنائه دون معرفة بيننا ولا سابق لقاء؟ بودي أن أقول له إنني لست عاتبا عليه هذا الذي يعتذر منه. . حسبنا يا أخي هذا اللقاء الفكري الذي يؤلف بين العقول والقلوب، ويقيم على دعائم الإخلاص للمثل العليا صداقة الأقلام!
أما ما جاء برسالة الأستاذ السنوسي من أنه قد أرجأ الكتابة عن النقد والنقاد بسبب هذا الرأي الذي أبديته من قبل واقتنع هو به، فلعل القراء يذكرون رسالته الأولى إلى حول