للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وطنهم وأنفسهم، وأن ما يجري بينهم ليس خلقيا بهم ولا جديراً بأمثالهم، وأنهم بذلك قد فقدوا وازع الخلق، ومزقوا دستور النظام ووطئوا بأقدامهم قداسة الدين وحومة العلم.

أليس عجيبا - أيها الأزهريون - أن يصير الطالب خصما لدودا لأخيه إذا أبصر به الطريق ازور عنه ونفر منه، فهل بهذا الوضع يرجى من أمثالهم عدة للوطن، ورجالا يعملون إعزاز مكانته ورفع لوائه. وأعجب من ذلك أن تتعدى هذه الشحناء إلى معارك يتبادل الطلاب فيها ضرب الهراوات التي يتخذونها من مقاعد العلم التي طالعها السيئ وحظها المنكود.

وأنها لمأساة كبرى أن تنقلب معاهد العلم ومنابع والعرفان إلى أمكنة يسرى فيها لهيب العداء وتصطلي بنار الفوضى والاضطراب، ولا تلقي من أبنائها إلا بعدا عن العلم وفرارا من الجد وجريان وراء الرغبات الحزبية والمنافع الشخصية، وحبا في إحداث المشاغبات وعدم سير الدراسة في هدوء حتى أننا - وأيم الله - من ابتداء هذا العام إلى الآن لم نحضر أسبوعا كاملا بدون إضراب. فيا قام (لن يستقيم الظل والعود أعوج) فيها طهورا الأزهر من هذا الوباء وقوموا هذه النفوس الحاسدة عن سواء السبيل وألجموا هذه النزعات الكاذبة فهي بلاء مستطير وشر خطير. وليس من الواجب أن يترك هذا الجيش الأزهري يتخبط في دياجي هذه الحزبية وغيابها فمغبة ذلك لا يحمد أثرها ولا يستطلب ثمرها.

وانتم أيُها الشباب قيئوا إلى أنفسهم وحاسبوا ضمائرهم، وانتقوا بكم وثقوا أن مطالبهم لن تحقق إلا باتحاد قوتهم وعزيمتكم وترك هذه الحزبية وراءكم فهي قد باينت رغباتكم وفرقت قلوبهم ونفوسهم، وإن كانت مطالبكم لم تحط من الأداة الحكومية إلا بنسيان والوعود والإهمال.

وجاهدوا فالله ولن يتركم أعمالكم.

م. ع. الدسوقي

معهد طنطا الثانوي

لنصر أخاك ظالماً لو مظلوما

جاء في البريد الأدبي من الرسالة الغراء (٩١١) الصادر في ١٨ ديسمبر كلمة موجزة

<<  <  ج:
ص:  >  >>