للأستاذ عبد العظيم هاشم اعترض فيها على جزء من كلمتي:(شعر الحماسة عند العرب) المنشورة في الجزء (٩٠٩) من الرسالة الغراء.
فقد ورد في كلامي بصدد العصبية الجاهلية ذكر المبدأ الجاهلي:(انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) فقال عن ذلك (ولا أرى معنى لإيراد هذا الحديث الشريف في هذا المقام. . . وأضاف أن ذكره (خروج بالحديث الشريف عن معناه وانحراف عن قصده ومرماه) ثم عزز قوله برواية الحديث عن البخاري ولم تفته الاستفادة من بلاغة الصمت فذكر الحديث من غير تعليق.
إن عبارة: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) كلمة جاهلية بمعناها السافر قبل أن نروي حديثاً بعد تخريجاً سليماً يلائم نظم الإسلام. قال الأستاذ صاحب الرسالة في بحثه أحوال العرب الاجتماعية:(أما علاقة أبناء الأسرة بأبناء القبيلة فجماعها (بضم الجيم وتشديد الميم) مدلول هذه الكلمة الجاهلية: (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً).
وذكر الميدان هذه الكلمة هذه الكلمة فقال:(يا رسول الله هذا ننصره مظلوماً فكيف ننصره ظالماً؟ فقال (ص) ترده عن الظلم. قال أبو عبيدة أما عبيدة أما الحديث فهكذا. وأما العرب فكان مذهبها في المثل نصرته على كل حال. قال المفضل أول من قال ذلك جندب العنبر من تميم ثم ذكر قصة ارتجال ولا حاجة لذكرها وأحسب أن الدكتور أحمد أمين يشير إلى الكلمة الجاهلية في بحثه عن حالة العرب الاجتماعية بقوله. (وأفراد القبيلة متضامنون أشد ما يكون التضامن ينصرون أخاهم ظالماً أو مظلوماً).
والظاهر أن هذه الكلمة من منحول الحديث فمن الصعب أن نصدق أن الرسول الكريم وهو سيد البلغاء يستعير كلمة جاهلية. أما ما يبعث الشك في صحنها فهو اختلاف رواية الميدان عن رواية البخاري فقد ذكر الميداني (نرده عن الظلم) وذكر البخاري: (تأخذ فوق يديه) ولم أجد فيما راجعت عن المعاجم (يأخذ فوق يده) وإنما المذكور (يأخذ على يده أي يمينه). ثم ما حاجة المسلمين إلى مثل جاهلي لا يلائم نظم الدين الحنيف إلا بعد التخرج والتوجيه وعندهم قول القرآن الكريم:(وتعالوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)؟
والظاهر أن نسبة الحديث إلى أنس وهو صاحبي كريم استدرج لتصديق الناس. قال الدكتور محمد حسين هيكل: (ومع ما أبداه جامعوا الحديث من حرص على الدقة لا ريب