فيه فقد جرح بعض العلماء كثيراً من الأحاديث أثبتها جامعوا على أنها صحيحة. قال النووي في شرح مسلم (قد استدرك جماعة على البخاري ومسلم أحاديث أخلا بشر طهما فيها ونزلت عن درجة ما النزماه) يقول النووي في كلامه السابق قد استدرك (جماعة) على البخاري ومسلم واستدراك هؤلاء الجماعة شيء معقول فقد روى البخاري سبعة آلاف حيث فإذا أسقطنا المقدار المكرر وهو ما يقرب من ثلاثة آلاف حديث فإن الباقي أربعة آلاف حديث وهو رقم بعيد لا يصله البخاري ولا غيره قبول كثير من منحول الحديث.
وقد عارض القرآن الكريم روح العصبية التي أشار المثل وخفض منها بالتدرج إلا أنها لم تستأصل فقد بدأت أن تنتعش منذ أيام عثمان وظهر أثرها واضحاً في معركة مرج راهط فقد كان أغلب جيش الضحاك بن قيس الفهري قائد ابن الزبير من عرب الشمال وكان الكلبيون جنود بني أمية من عرب الجنوب فثأرت الحزازات المستورة وصرح عن عصبية كامة امتد أثرها حتى جعلها المؤخرون من أسبا هزيمة الجيش العربي في فرنسا.
وذكر الدكتور فليب حتى (أن هذه الخلافات العصبي ظلت حتى الأيام قائمة في لبنان وفلسطين إذ روى لنا التاريخ أن معارك قامت بين الحزبين: (الشماليين والجنوب) في أوائل القرن الثامن من عشر).
وليست هذه العصبية وقفاً على العرب دون سواهم وليست هي خاصة بعصر من عصور أو قطر من أقطار دون غيره فقد رأينا كثيراً من الغ ربيين في الشرق يجعلون التعصب الأعمى لأبناء وطنهم على غيرهم دستوراً في حياتهم ومعاملاتهم.
وأضاف الأستاذ عبد العظيم إلى الكلمة الأخيرة من أسمى الكامل كلمة (عبد) فصيرها (عبد الرحيم) وهذه الإضافة أما من استبداد السهو بالقلم أو أن الأخ يرى كلمة (رحيم) من الأسماء الحسنى لا يجوز أن يسمى بها شخص من غيره تعبيد. وعلى الاحتمال الثاني أقول أن (رحيم) بمعنى الفاعل من أسماء الله الحسنى وبمعنى المفعول من غيره فإنتفى الحرج. وقد ورد في مختار الصحاح وغيره: و (الرحيم) قد يكون بمعنى المرحوم كما يكون بمعنى الراحم)