بالدول الجديدة وهي كولومبيا وشيلي والمكسيك والبرازيل، وتبادلت الولايات المتحدة التمثيل السياسي مع هذه الدول الناشئة، وتم اعتراف الولايات المتحدة بهذه الدول على أنها دول شقيقة مستقلة تقف معها على قدم المسواة مكونة جزءا من أمريكا الحرة.
في هذه الأثناء كانت الدول الأوربية الكبرى قد كونت التحالف الرباعي وكان الغرض الرئيسي من إقامته منع فرنسا من العودة إلى الثورة وتهديد السلام الأوربي، ولكن مترنيخ رئيس وزراء النمسا وزعيم الرجعية وعدو الحرية والقومية حاول تأويل نصوص المحالفة الرباعية تأويلا يمكنه من دعم الحكم المطلق الذي كان قائما في النمسا ومن مقاومة الحركات القومية. وقد نجح في كسب قيصر روسيا وملك بروسيا بل وفرنسا إلى جانبه. احتجت إنجلترا على ذلك التدخل في شؤون الأمم الذاتية ولكن احتجاجها ذهب عبثا، فقررت الدول القضاء على الثورات التي قامت في نابلي وفي بيرمنت ١٨٢٠ تطلب الحكم الدستوري وعهدت إلى النمسا بتنفيذ ذلك.
ثم قامت ثورة دستورية إسبانيا ١٨٢٠ فقررت الدول القضاء عليها ي مؤتمر ١٨٢٣ ووكلت إلى فرنسا تحقيق ذلك. خافت أمريكا من أن تقضي فرنسا على الثورة الدستورية في إسبانيا ثم تنتقل بعد ذلك إلى القضاء على استقلال الدول الأمريكية الناشئة لتكون لها مناطق نفوذ فأعلن رئيسها مترو مبدأه السابق حتى يمنع فرنسا أو غيرها من التدخل في شؤون الدول الأمريكية الجديدة.
وقد احتجت إنجلترا على تدخل الدول في شؤون إسبانيا، وخافت أيضا من أن يمتد نفوذ فرنسا إلى الدول الأمريكية التي كانت تستأثر بجانب كبير من تجارتها الخارجية، ولكن احتجاجها ذهب أدراج الرياح فسارع وزير خارجيتها كانتج إلى الاعتراف باستقلال الدول الأمريكية الجديدة (حتى ينشئ) كما قال (عالما جديدا يوازن ما تحصل عليه غيره من الفوائد في العالم القديم).