للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى حماية استقلالها الاقتصادي ففرضت تعريفة جمركية تسمح بازدهار الصناعة الأمريكية.

مبدأ منرو:

سارت الولايات الأمريكية في سياستها الخارجية على مبدأ العزلة كما رأينا، وقررت عدم الاشتراك في أي اتحاد أوربي، كما قررت عدم التدخل في شؤون الولايات الأمريكية التي تحصل على استقلالها.

وفي ١٨١٧ تولي جيمس منرو رئاسة الجمهورية الأمريكية وكان شديد الرأي حازما فيما يقر رأيه عليه (وقد وضع منرو مبدأ هاما في السياسة الأمريكية عرف باسمه وأهم ما جاء فيه:

أولا - إن أية أمة أمريكية تحصل على استقلالها لا يمكن أن تعود مستعمرة ثانية، وأن أي اعتداء على استقلالها تعتبره الولايات المتحدة عملا عدائيا بالنسبة لها أو بعبارة أخرى وضع منرو مبدأ وجوب عدم تدخل الدول، الأوربية في الشؤون الأمريكية.

ثانيا - إن قارتي أمريكا بما تتمتعان به وتحافظان عليه من حرية واستقلال قد أصبحتا غير خاضعتين لاستعمار أية دولة أوربية في المستقل.

ثالثا - إن النظام السياسي للدول الأوربية يختلف تماما عن نظام أمريكا، ويجب أن تعتبر أية محاولة من جانب تلك الدول لبسط نظامها على أي جزء في هذا النصف من الكرة الأرضية خطرا على سلامتنا وامتنا.

رابعا - لم نتدخل ولن نتدخل في شؤون المستعمرات القائمة أو البلاد التابعة لأية دولة أوربية.

خامسا - لم نساهم بأي نصيب في الحروب التي نشبت بين الدول الأوربية لأمور خاصة بها، كما أنه ليس مما يتفق مع سياستنا أن نفعل ذلك.)

ولعل أحد القراء يسألني: ما هي الظروف التي أدت إلى أن يصدر الرئيس منرو تصريحه هذا؟ والجواب على ذلك أن بعض الأمم الأمريكية مثل الأرجنتين وشيلي قد انتهزت فرصة الثورة الفرنسية وانشغال أوربا أثناء حروب نابليون وأعلنت استقلالها وخروجها على إسبانيا. وفي ١٨٢٢ خول الرئيس مونرو - تحت ضغط شعبي عنيف - سلطة الاعتراف

<<  <  ج:
ص:  >  >>