وبعد نكبة العرب بالديار المقدسة على رغم أنف الجامعة العربية ذلك المخلوق الكسيح الهزيل.
وأول قصيدةمن شرقيات شاعر زهر وخمر هي (إلى أبناء الشرق) ومطلها هذا
دعوها منى، وإتركوه خيالاًفما عرف الحق إلا النضالا
ينبيك بنصيحة الشاعر المخلصة المرجوة إلى أبناء الشرق الإسلامي الذين كانوا يتطلعون إلى قضية فلسطين تطلع الخائف، مرتقبين مصيرها في حذر وفرق، وهل يعرف الحق إلا الكفاح؛ إذن إلى حمل السلاح على لسان الشاعر
بني الشرق ماذا وراء الوعودتطل يميناً وترنو شمالا
وما حكمة الصمت في عالمتصيح المطامع فية إقتتالا
زمانكمو جارح لايعفرأيت الضعيف فيه لايوالى
ويمومكمو نهزة العاملينومضيعة الخاملين الكسالى
ولكن أبناء الشرق الذين فتحوا العالم، وأدبوا الغرب وكسروا شوكة الصلبيين؛ لايلبون النداء الحار، فيهتف الشاعر مذكراً
ألسنا بني الشرق من يعرب أصولاً سمت وجباهاً تعالى
أجئنا نسائل عطف الحليفونرقب منه الندى والنوالا؟
ولكن الشرقيين كما عهدناهم في هذا العصر لايغضبون لأن الحاكمين تحت إمرة الأجنبي علمهم الخنوع والكسل، ولكن الشاعر يذكرهم ويذكر الحلفاء
فلسطين مالي أرى جرحهايسيل ويأبى الغداة إندمالا
وأفريقيا ما لإسلامهايسام عبودية وإحتالا
على تونس وبمراكشتروح السيوف وتغدو إختيالا
ويسترسل الشاعر في وصفه حتى يختم تلك الملحمة الرائعة بهذا الدعاء المضطرم بالإخاء والإيمان
بني الشرق كونوا لأوطانكم قوى تتحدى الهوى والضلالا
أقيموا طدوركمو للخطوب فما شط طالب حق وغالى
وقد كان الشاعر في سرير مرضه عندما بدأ بإثارة شعور إخوانه العرب عامة والمصريين