للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

خاصة في سبيل طردهم المستعمر الغاشم ورد حقهم السليب، فقال في الختام

فزعت لكم من وراء السقام وقد جلل الشيب رأسي إشتعالا

وما أن بكيت الهوى والشبابولكن ذكرت العلى والرجالا

نعم لقد بكيت الرجال، وحق لك أن تبكي الرجال في مواطن خلت إلا من أشباه الرجال. .

وفي (يوم فلسطين) وهي القصيدة الثانية من الشرقيات؛ يصور الشاعر غضب الأمة العربية في إضرابها العام الذي صدر في اليوم الثاني من نوفمبر سنة١٩٥٤ حداداًوإحتجاجاً على وعد بلفور المشئوم. ويكبر البطرلة والشجاعة في الفلسطينيين الأحرار الذين إستشهدوا في سبيل بلادهم وبمجد الشعب الفلسطيني المناضل، في جهاده الطويل وصبره على الشدائد، وإبائه وعدم خنوعه إلى الآجنبي طيلة أيام الثورة، فيهتف من صميم قلبه

فلسطين لاراعتك صيحة مغتالسلمت لأجيال، وعشت لأبطال

ولاعزك الجيل المفدى ولا خبتلقومك نار في ذوائب أجيال

صحت باديات الشرق تحت غيارهم على خلجات الروح من تربك الغالي

فوارس يستهدي أعنة خيلهمدم العرب الفادين والسؤدد العالي

ثم يتطرق إلى وصف الشرق صبيحة التقسيم بهذا الوصف الرائع

هو الشرق لم يهدأ بصيح ولم يطبرقاداً على ليل رماك زلزال

غداة أذاعوا أنك اليوم قسمةلكل غريب دائم التيه جوال

قضى عمره رجم المواطن - وإسمهمواطنها - مابين حل وترحال

وماحل داراً فيك يوماً. . ولاهفتعلى قلبه ذكراك من عهد إسرال

أي والله ياصاحب الملاح التائه!! إن النكبة التي مني بها العرب في فلسطين يوم سلط عليها الإنكليز والأمريكان شذاذ الآفاق، المناجيس الرعاديد، ستبقى مطبوعة في كل قلب حر ما دام للوطن العربي الكبير بقاء؟ وإن الأرض المقدسة التي حلها أوباش اليهود التائهين كي لاتتطهر إلا بظهور عظيم كبخت نصر؟ وبطل كصلاح الدين وفارس كإبن الوليد، لكي يعيد مجد فلسطين كما كانت في عهد عمر، ومعاوية، والرشيد.

ثم يختتم قصيدته مخاطباً الغرب بقوله

ويا أيها الغرب المواعد لاتزدكفى الشرق زاداً من وعود وأقوال

<<  <  ج:
ص:  >  >>